mardi 8 juillet 2025

بقلم أ. يوسف بلعابي

تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس 
هذه القصيدة التي أبدعها الشاعر يوسف بلعابي من تونس، تفيض عذوبةً ودفئًا وعاطفةً مترفّة، تأخذ القارئ منذ سطورها الأولى إلى عالم من الرومانسية الراقية الممزوجة بالإصرار على التحقّق والانبعاث من رماد الانتظار. العنوان وحده "حلمي المستحيل" يهيّئنا لنصّ تتقاطع فيه الأحلام مع الواقع، ويُبنى على المفارقة بين ما كان يبدو بعيدًا مستحيلًا، وما أصبح يقينًا ومُنجزًا.

يتوجّه الشاعر بخطابه إلى امرأة ليست ككل النساء، فهي في عينه الحلم، والفجر، والربيع، والمرفأ، والحبّ الأول والأخير. هذه التراكمات الشعورية لا تأتي جزافًا، بل تؤسّس لعمق ارتباط الشاعر بمحبوبته التي جعل منها كل شيء، لا عبر المجاز فقط بل عبر المعنى الحقيقي والمطلق للحبّ.

اللغة هنا شاعرية ناصعة، تتّكئ على نداءات متتالية تعزز الإحساس بالحنين والتقديس العاطفي:
"انهضي / وانفضي غبار الحزن / استحمي وتطهري / تزيني وتجملي..."
كل هذه الأفعال تحمل معنى التجدّد والانبعاث، وكأنّ الحبيبة تخرج من ركام الوجع إلى نور العشق، من الحزن إلى الفرح، بفضل هذا الحب النقيّ الذي يليق بها.

ما يميز النصّ أيضًا تلك الصورة الرمزية التي جعل فيها الشاعر الحبيبة قمراً تغنّى به الشعراء، وشبهها بعيون المها، وهو تعبير عربيّ تقليدي عن الجمال الساحر، لكن الشاعر يعيد توظيفه هنا بسلاسة وأناقة تجعله ينبض بالحداثة والصدق.

ذروة النص تأتي في الانقلاب الدرامي الجميل:
"ها الآن تحقق وصار يقينًا"
في هذا السطر يتحوّل الحلم المستحيل إلى واقع ملموس، وفيه تتكثف كل مشاعر الانتصار العاطفي، ويُختم النص بنداء للوصال والعطاء الكامل، وهو ختام رومانسيّ دافئ يعكس صدق النبض الذي يحرك النص منذ بدايته.

يوسف بلعابي في هذه القصيدة أثبت أنه شاعر الإحساس الحقيقي، يتقن الإمساك بتفاصيل الأنثى الحاضرة في وجدانه، ويجيد بعذوبة أن يعيد للحب مكانته النقيّة في زمن قلّ فيه الشعراء الصادقون. لغته بسيطة ولكن عميقة، وتشبيهه مألوف ولكن متجدد، وصورته العاطفية واضحة ولكنها مفعمة بالجمال والدفء.

شكرًا للشاعر على هذه القصيدة التي تجمع بين الحلم واليقظة، بين الحنين والتجدّد، بين الغزل والوفاء. إنها شهادة عشق تُضاف إلى رصيد الشعر التونسي المعاصر بكل فخر.

مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي
********
*حلمي المستحيل..*

أ حلمي المستحيل
أ فجري المنتظر
أ ربيعي المعتدل
أ مرفئي وملجئي
أ قاموس عشقي
أ حبي الأول والأخير
انهضي
وأنفضي غبار الحزن عن وجهك
وتجردي من الام ماضيك
اخلعي جلبابك الأسود
استحمي وتطهري
البسي كدرونك الأبيض
تزيني وتجملي يا عيون المها
تعطري بأبهى العطور
فأنا اليوم بك أليق
يا إمرأة ليست ككل النساء
يا قمرا تغنى به كل الشعراء
وفي جماله استحال الوصف
يا من أسميتها حلمي المستحيل
ها الآن تحقق وصار يقينا
فامنحيني كل ما أريد
فأنا لك وأنت لي وكلي

بقلمي يوسف بلعابي تونس

حسين بن قرين درمشاكي كاتب وقاص

خمس قصص قصيرة جدا   تقييد فتح السجّان له الباب، مبشّرًا بحريته. ركض خارجًا، متلهّفًا للهواء والفسحة. تعثر بخيط رفيع فسقط أرضًا. نظر حوله. وج...