تسقط الدموع أحيانًا
ليس لأننا ضعفاء،
بل لأن في القلب أشياء لا تُقال،
ولا تُنسى،
ولا تموت.
تلك الدموع اليتيمة
التي تفرُّ من العين خلسة
دون عزاء،
دون كتف،
دون سؤال: "ما بك؟"
تلك التي تمشي وحدها
كطفلٍ في زحام،
لا يعرف وجهته،
ولا ينتظر أحدًا.
كنبض المنبه
عن موعد
لم يحن بعد
الدموع التي لا يُرى خلفها أحد،
ولا يرافقها نحيب،
هي الأصدق،
هي الأوجع،
هي التي تقول ما تعجز الكلمات عن حمله،
وتصمت، كأنها لا تريد شفقة من أحد.
تلك الدموع
التي انكسر فيها الضوء
وغابت فيها الملامح،
تشهد أن شيئًا فينا مات
ولم يدفن بعد،
أننا عبرنا الحزن وحدنا،
ورجعنا
أقل قليلًا،
أقل بهجة،
أقل حلمًا.
الدموع اليتيمة لا تحتاج تبريرًا،
هي شهود
على خيباتٍ لم تُروَ،
وعلى انتظاراتٍ طالت،
وعلى حبٍّ مرَّ
ولم يلتفت.
إن رأيتَ يومًا دمعة يتيمة
تسير على خدٍّ صامت،
فلا تسألها "لماذا؟"
اربتْ على كتف الغياب،
واكتفِ بالصمت…
فهي دمعة
قالت كل شيء.