بقلم: جبران العشملي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولأنّ أنيني نزف آخر نُطفةٍ
من شوقٍ ذابلٍ كان يشعّ كنجمة في سماء روحي،
تحوّل معطفي إلى جلدٍ متصدّع من وجع،
أرتديه حين تشتدّ عواصف القحط في أوصالي،
لا دفءَ فيه،
سوى نذر رمادٍ يتلألأ بين أنفاس الظلال.
---
يلتفّ حولي كأفعى متعبة،
تخنقُ ما تبقّى من جسدٍ
وشكّلته الأيام من ركام الصبر،
فارغٌ...
إلا من أنفاسٍ مكسورة،
تتعثّر على شفا فم الحياة،
تتدلّى من حبال الزمن الغادر،
ترتجف بين وشوشة الرحيل
وصدى صرخةٍ غامضة للبقاء.
---
قلبي؟
حفرةٌ لا تهدأ،
تتردّد فيها أصداء نبضٍ تائه،
وفي كل نبضةٍ تنهض أسئلةٌ
تئنُّ تحت وطأة الوجود:
هل ما زلت حيًا،
أم أتنفّس من فراغٍ خانق لا يخصّني؟
---
ربما الآن...
أو حين تُسدل السماء ستارة الرماد،
حين تُفرغ الأحلام من سكّانها،
وتغدو الأرواح ظلالًا زاحفة
على جدران الصمت القاتم...
---
حينها فقط
سأدرك سرّ دموع روحي التي لا تُرى،
ولماذا ضحك الموت
حين سقطتُ واقفًا.
---
عن الكاتب ✍️
جبران العشملي
كاتب يمني، ينحت في عمق الحرف ويعبّر عن جوف الإنسان بين الوجع والوجود.