بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
مرت الأمة بكثير من الانتكاسات ، ومثلها من الانكسارات ، لكنها ماقبلت يوما الركوع ، ولا استكانت لعدوها ، أو لبست ثوب الخنوع ، بل لم تساوم البتة بعد أي هزيمة أو انكسار على الاستسلام ، أو قبول الاستماع لشروط العدو وإملاءاته ، بل كانت تقابل الخطب العظيم بشموخ الجبال الراسيات تحديا ، وبرفع الرأس ـ تجبرا وتكبرا ـ عاليا ، تواري الثرى شهداءها ، وتعالج على الفور جرحاها ، وتستعد للمنازلة القادمة للأخذ بثأرها ، تراهن على النصر واستعادة أسراها ، دون أن يرتجف لها فؤاد أو تهتز لها شعرة .
أعود للموضوع والعود أحمد ، في هذه الليلة المباركة زارني بعض الأحبة والأصدقاء ، فحسن المقدم ، وكبر المقام ، وطاب السمر ، لكننا في حاضرة الظلام ـ كما تعلمون ـ لم نعد نستطيع مشاهدة القنوات الإخبارية عبر شاشات التلفزة ؛ إذ رحلت عنا الكهرباء ، واستبد بنا الظلام ، وعبث بحاضرنا الأقزام ، وبمستقبلنا اللئام ، الأمر الذي جعلنا نلجأ إلى هواتفنا الجوالة ؛ لنستمع إلى شيء من جديد الأخبار بوساطة الإنترنت .
في هذه الأثناء ، وبعد أن أهدرنا قليلا من الوقت في احتضار الحاضرة ، ومعاناة المقيمين والسابلة ، ودخلنا في صمت الساعة السليمانية ، انصرفت إلى هاتفي الجوال ، فتحت قناة حوارية ، وإذا بأحد الصحفيين يدير برنامجا حواريا بين متحاورين أو قل إن شئت بين مهرجين ...
نكمل أيها الأحبة في السردية القادمة .