لا تُقَلْها أحبك لفظًا عابرْ
دعها تنبضُ في الفعلِ
في الصمتِ الساكنِ الحائرْ
في عينِ حضورٍ لا يُغيب
وفي كتفٍ يُسندُ
حين تنكسرُ الدفاترْ
فالحبُّ يا هذا
ليسَ وعدًا في المساءِ يُهمَس
بل موقفًا في العاصفة
حين يُنسى الكلّ
وتبقى وحدك حاضرْ
هو لحظةُ ضعفٍ
تشعرُ فيها بالأمان
هو صوتُك حين تخاف
ونبضُ قلبٍ لا يتأخّرْ.
لا تغرّني بالكلماتِ المنمقة
ولا تغرّها بهدايا تُشتر
فكلُّ زهرٍ قد يذبلُ ويُكسرْ.
الحبُّ يُقاسُ بصبرك حين أغيب
بمقدارِ ما تخافُ عليّ
لا بمقدار ما تُظهرْ
قل لي أحبك
في صبرك على طباعي
في تفهّمك لصمتي
وفي سعيك لأن تفهم ما أُدخِرْ
قلها حين تسيرُ معي
دون أن تُحاسبَ الخطى
وحين تصونُ غيابي
وكأنني حاضر
فمن يحبُّ لا يُعلِن حبّه
بل يعيشه يُجسّده ويمنحه
دون أن ينتظرْ
الحبُّ ليس إعلانًا على الملأ
بل عهدٌ بين روحين
لا يُنكر لا يتأخّر لا يتغيّرْ
هو دفءٌ لا يُرى
واهتمامٌ لا يُطلب
هو اتساعُ القلبِ
لمن نحبُّ
وإن ضاقَ العمرُ وتكسّرْ
فاجعلْ من حبّك
فعلًا لا وصفًا
فالعُمرُ قصيرٌ
والمشاعرُ أثقلُ
من أن تختصرْ
/ رشيد الصنهاجي /
/ تلقائيات /
