أثر التضاد اللغوي أو الطباق البديع
إن للطباق أو تقابل الأضداد في لغتنا العربية لغة الفكر و البيان و الثقافة أثرا كبيرا في حياتنا الأدبية
و البيانية يؤتى به تبيانا و توضيحا بين أﻤرين فيحصل الفهم و يبان المراد فالضد بالضد يعرف و منه ضحك و بكى و فقير و غني
و أمان و خوف و متواضع و متكبر
و عالم و جاهل و٠٠٠٠
قال الله تعالى شأنه و تقدست صفاته:(فليضكوا قليلا و ليبكوا كثيرا)٠
و قال الشاعر العباسي علي بن جبلة:
ضِدّانِ لمّا اسْتَجْمَعا حَسُنــا
و الضدّ يُظْهِرُ حُسْنَـه الضِـــدُّ
فالضد هو المانع الذي يكون عائقا
لما يراد من أمل أو غاية أو هدف
و هو مصدر ثلاثي مشتق من فعل ضد ثلاثي صحيح مجرد بتشديد الدال =ضدد أو ضاضد بمعنى أوقف و منع و أعاق و أبطل وقوعه و حصوله فعل ضد لازم يتعدى بحرف نقول ضده في اللعب أي غلبه
أهداف التضاد كثيرة منها:
١-الربط بين الأشياء
٢-إظهار المعنى المراد
٣-الخلاف بين الأشياء
٤-الخصومة
٥-المقاومة
٦-التعارض بين الأشياء
٧-النقيض
٨-المنع
٩-الإيقاف
١٠-التقابل بين شيئين
منه : الخير ضد الشر و طويل ضد قصير و قريب ضد بعيد و هكذا ٠٠٠
فأقول في هذا المقال :
فرح الأنام بنعمة
فرأوه اديبا مسعدا
فتحققوا و تبينوا
حسبوه عدلا مرشدا
منع الكساء بجفوة
فأتى البشير ينبينا
و غدا الجمال قبحا
و بدا الزمان يبكينا
غربت شموس الأمان
فظلال الحزن تعزينا
و تبدلت كل النفوس
و غدا الغروب يرثينا
و تعارضت كل العهود
و تقاربت معانينا
و تعددت مقالات
وغدا الأديب يحدونا
بمعارف كانت لنا
فأتى البديع يواسينا
د٠صبحي عمر الديب
سوريا إدلب الخضراء