dimanche 24 août 2025

بقلم؛حميد النكادي

وجه مكشوف..
بقلم؛حميد النكادي.

يؤلمني من مثلك 
في النفاق يسبح
يتقرب منك لحاجة
في نفسه يطمح
بيمناه أمامك 
يذكر و يسبح 
وفي ظهرك 
سكين المكر
 يشهر ويشحذ
حتى إذا 
تمكن منك 
هيأ لك المذبح
يا صاح استفق
لم يعد في 
دنيانا إلا القليل
 مما يحمد و يصلح 
لمَّا كان 
الجار جارا 
والصديق الوفي 
من أجلك يصدح
كانت القلوب 
لبعضها البعض
تبتسم وتفرح
دار الزمان 
وغدا معظمهم 
في مستنقع 
الهوى يسبح 
يذم من مد 
إليه يد الإحسان
 وفي مَن
 أركعه يَظَل 
يمجد ويمدح 
وكأني أرى 
الأسد تقودها 
كلاب تنبح 
و الغراب في
حضرة الطاووس
يُمجد و يُمْدح
اصدق الله 
يا صاح يصدقك
واعلم أنه لا 
يسلم القلب الأقبح
24/08/2025فرنسا

 "وجه مكشوف" للشاعر حميد النكادي.
​تحليل القصيدة "وجه مكشوف" لحميد النكادي.
​هذه القصيدة هي قطعة أدبية قوية وغنية بالمعاني، تتناول بجرأة موضوعًا إنسانيًا عميقًا وهو النفاق والخيانة. يستخدم الشاعر لغة مباشرة وصورًا بليغة لإيصال رسالته، مما يجعل القصيدة مؤثرة في القارئ.
​1. المضمون والفكرة الرئيسية
​القصيدة تدور حول خيبة الأمل من شخص يظهر المحبة والود في العلن بينما يخفي في داخله نية سيئة. يبدأ الشاعر بوصف هذا النمط من الأشخاص:
​"يؤلمني من مثلك / في النفاق يسبح": يضع الشاعر نفسه في موضع المتألم من هذا السلوك.
​"بيمناه أمامك / يذكر ويسبح / وفي ظهرك / سكين المكر / يشهر ويشحذ": هذه الصورة هي قلب القصيدة، وتجسد بشكل بصري حاد ازدواجية الشخصية. اليد التي تذكر الله في العلن هي نفسها التي تعد العدة للغدر في الخفاء.
​2. الصور الفنية والرمزية
​القصيدة غنية بالصور الرمزية التي تعمق المعنى:
​"سكين المكر / يشهر ويشحذ": رمز للخيانة المتعمدة والمخطط لها.
​"هيأ لك المذبح": صورة قوية ومرعبة ترمز إلى التدمير الكامل والنهائي للعلاقة أو للشخص.
​"الأسد تقودها / كلاب تنبح": صورة رمزية مؤثرة تصف انقلاب الموازين. الأسد، رمز القوة والشرف، أصبح تابعًا للكلاب، رمز الخسة والضعة. هذه الصورة تعبر عن حالة من الفساد العام حيث يتم تهميش الفضيلة والأصالة.
​"الغراب في / حضرة الطاووس / يمجد ويمدح": الغراب، الذي يرمز غالبًا للقبح والشؤم، يمجد الطاووس، رمز الجمال والبهجة. هذه الصورة تعكس حالة من التملق والنفاق حيث يتم مدح من لا يستحق، وتجاهل من يستحق.
​3. التطور الزمني والمقارنة
​ينتقل الشاعر من وصف الحالة الراهنة إلى استحضار الماضي، ليخلق تباينًا حادًا:
​"لمَّا كان / الجار جارا / والصديق الوفي / من أجلك يصدح": يصف هنا زمنًا مضى كانت فيه القيم النبيلة مثل الصداقة والوفاء سائدة.
​"كانت القلوب / لبعضها البعض / تبتسم وتفرح": يعكس هذا السطر بساطة العلاقات الإنسانية الصادقة في الماضي.
​ثم يعود الشاعر ليصف الحاضر بمرارة:
​"دار الزمان / وغدا معظمهم / في مستنقع / الهوى يسبح": "مستنقع الهوى" رمز للشهوات والمصالح الشخصية التي أغرقت القيم النبيلة.
​"يذم من مد / إليه يد الإحسان": يصور هنا قمة الجحود، حيث يقابل الإحسان بالإساءة.
​4. الرسالة والنصيحة
​تتجاوز القصيدة مجرد الوصف لتصل إلى تقديم نصيحة:
​"يا صاح استفق": دعوة للاستيقاظ من الغفلة وإدراك الواقع.
​"اصدق الله / يا صاح يصدقك": رسالة روحية تدعو إلى التمسك بالصدق مع الذات ومع الله، باعتبارها الملاذ الوحيد من زيف العالم.
​"واعلم أنه لا / يسلم القلب الأقبح": خاتمة قوية تؤكد أن النفاق والخبث لا يؤديان إلا إلى دمار القلب.
​خلاصة التحليل
​القصيدة هي مرثية للقيم الإنسانية المفقودة، وصرخة في وجه النفاق الاجتماعي. يستخدم الشاعر لغة حادة وصورًا قوية ليعبر عن ألمه من الواقع، ويقدم في النهاية نصيحة جوهرية بأن الصدق مع الله هو السبيل الوحيد لسلامة القلب. إنها قصيدة تعكس بصدق مشاعر الخيبة، وتدعو إلى التأمل في القيم التي نعيش بها.

شعر / المستشار مضر سخيطه

-------------- معارج البوح  شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد  أنا والكلام كإصبعين  براحةٍ كلٌ له قولٌ بحق الآخر  وتميل نفسي غمز...