جــــــــبران العشملي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قريبًا،
ستنطفئ جيوشكِ،
تذوب كثلجٍ في قبضة نارٍ خفية،
بين صمت الخرائب
ورائحة المطر القديم.
التاج الذي طالما لامع،
ينهار عن رأسك كجرس صدئ،
ويختبئ خلف طيور الغربان،
تغني لغيابك لحنًا لا يسمعه إلا الزمن.
قلعتكِ العالية،
ستتصدع بلا صخب،
تتساقط أحجارها على خطواتك،
كأنها تدفن كل الأحلام التي لم تولد بعد.
مرآة قديمة،
تنعكس فيها وجوه لم تلد،
تتناثر على أرضك المتشققة،
تعكس ضوءًا خافتًا من القوة التي لم تعرفيها بعد.
الزمن سيعض شفتيكِ،
ويترك طعم الرماد على فمك،
وصدى موسيقى بعيدة
يخترق أذنيك،
يتسلل إلى صدرك كعظام الليل،
يأخذك إلى هوة لم تعرفيها من قبل.
لحظة… شعور بالقيامة:
نور خافت يتسلل من قلبك،
يضيء فجوة الخراب،
لكن سرعان ما يتلاشى،
ليصبح كل شيء صامتًا، قاتلًا، أبديًا.
ستقفين وحيدة،
تلمسين أرضًا متصدعة،
تشعرين بالريح تتسلل تحت جلدك،
تداعب قلبك،
تخبرك أن كل شيء يزول:
الجند، التاج، صدى الخراب، وحتى صدى نفسك.
وفي اللحظة الأخيرة،
ينهار الظل خلفك،
ويتفتت العرش تحت قدميك،
ويتلاشى كل صوت في صمتٍ خالص…
ويبقى الصمت، ملكك الوحيد،
صامتًا، قاتلًا، أبديًا،
مثل الخراب الذي لم يولد بعد،
مثل تاجٍ لن يعود أبدًا،
مثل مرآةٍ كسرت كل وجوه الماضي والحاضر،