.........
يربط الجرح ولا يرضى الرحيل.
صامد في الأرض من جيل لجيل
يحبس الآه على أوجاعه
يحمل الآلام في الدرب الطويل
ثابت في الأرض يحمي زرعها
مع عذابات من الحمل الثقيل
من تراب الأرض يجني زاده
لو يشح الزرع يرضى بالقليل
لم يهاجر لم يغادر أرضه
فهو حر وأبي و اصيل
.........
جرحه ينزف في كل الربوع
يحمل الصبر ولا يبدي الدموع
لا يبالي من حصار قاتل
عرف الدرب ولا يرضى الرجوع
رفض الخبز الذي جادوا به
فهو مسموم و يدعو للخنوع
هكذا ظل عصيا صامدا
يقبل الموت ولا يرضى الخضوع
يحفظ الارض ليبقى حبه
نابضا في الصدر ما بين الضلوع
.......
غيره العائد لا يدري الغضب
عاد في سلم به كل العجب
لم يكن يحمل في عودته
غير مزمار ودف وصخب
في سلام الذل أعلو شانه
وسفارات بها أعلى الرتب
ضيع القدس و أفنى شأنها
ضيع القدس وأرضاه اللقب
عاد بالتهريج من ترحاله
حاملا ذلا وسيفا من خشب
.........
وابن هذي الأرض في قلب الحصار
بين موت وعذاب ودمار
ويلاقي الزجر ممن هادنوا
فهو مذموم ويحيا في حصار
يصرخ المذبوح من آلامه
لا يجيروه ولا الأقصى يجار
و يوالون عدوا مجرما
ليس بالسر ولا خلف الستار
ضيعوا القدس فما عادت لنا
ضاعت القدس على أيدي الصغار
........
بقلمي الشاعر. عبدالسلام جمعة
