بدّلتُ جلدي..
لا خجلٌ من التبديل
بل شمسُ التجربة
أحرقت قشورَ الغفلة.
تراقصوا من حولي
كـظلٍّ لا ظلّ له
وجوهٌ من قطن
وقلوبٌ من صخر
يُصفّقون للوجه
ويخيطون الطعن في الظهر.
لكن في أول غيثٍ
تعفّن القناع، وتدلّى الستر
وانكشف المسرح... دون ستار.
رأيتهم... كيف سلخوا بعضهم
كما سلخوا الكلام عن نواياهم
تلك الألسنة التي لعقت مِلحك
صارت تنفث دخانها في ظهرك.
أما أنا،
فلم أُبذل… ولم أُشترَ
ومن يعرف طينتي
يعرف أن الوحل
لا يُمسّ قدري.
والأيام بيننا…
كفيلة بتعرية
ما تبقّى من خداع
على وجوهكم هو عنوانكم
سيماهم في وجوههم.
لكنني… أعبرُ من بينهم
كمن يمشي على جسرٍ من نور
لا يلمسه الدخان
ولا تبلله الطعنات.
أنا الذي يتركهم خلفه
يتقاسمون ظلال بعضهم
بينما أمدّ وجهي للريح،
وأُعلن نبوءتي:
أن الزيفَ لا يدوم
وأن الحقَّ يولد من رمادهم
كما يولد الفجرُ
من رحم الظلام
كما تخرج الشمس
من أعماق الغيم
وكما ينهض الطوفان
حين يشتد صمت الأرض.
فأنا لستُ ظلًّا في مسرحهم
أنا المدى الذي لا يُطال
أنا الريحُ حين تكشف الستر
وأنا القمرُ حين يفضحُ وجه الليل…
/ رشيد الصنهاجي /
/ تلقائيات /
