ليسَ وجهًا واحدًا
بل جوقةُ وجوهٍ
تتناسلُ في الظل
كأنَّ المرايا
لم تعُد تُعيد الحقيقة
بل تصنعُ أقنعةً
من زجاجٍ مُلوَّث.
هي ليست أنثى واحدة
إنها صورةٌ من داءٍ
يتجوّل بين الأرواح
نزوةٌ تُسمّى حبًّا
وشهوةٌ تُباع
في أسواقٍ من وهمٍ
حيثُ يبتسمُ الكذبُ
كقدّيسٍ مُرتحل
ويُصفّقُ الخداعُ
بيدَينِ من حريرٍ مُحرَّم.
تفتحُ الأبوابَ
بمفاتيحٍ من صدأ
تزرعُ أسماءً مُستعارةً
على جدرانٍ مُنهارة
وتُقسمُ بالوفاء
وهي تبيعُه في المزاد.
هذا العالمُ..
مستنقعٌ يلمعُ
كبحرٍ مزيّف
ملحُهُ لا يُنقّي
بل يذيبُ كلَّ عهد
وكلُّ قلبٍ يدخلُه
يخرجُ منه جثةً بلا ملامح.
فالخيانةُ
ليست فعلًا عابرًا
إنها وباءٌ
يتناسلُ في العروق
يبدأ من مرآةٍ صغيرةٍ
ثم يغدو مدينةً من زيفٍ
تُضيءُ بواجهاتٍ
من نورٍ مُستعار
لكنها من الداخل
تحترقُ بالفحم والرماد.
/ تلقائيات /