من قلب الماء
من تلك القطرات
المتعلقة في ثنايا الروح
من لغة الصمت
تلك الحروف المتلبدة
بين غيوم الصيف
التي تنتظر زخات المطر
في ليل قاحل موحش
بين سراب الأماني
أنتظرك
حتى يستجيب القدر
يعزف أنغام اللقاء
وبوح الأسرار
المتخفية بين دهاليز
الغيب
وانتظرت وحلمت
طرقت أبواب العرافين
والسحرة
ما وجدتك
إلا رسماً في خيالي
المنهك
وضرباً من الجنون
حتى قالوا
إن الجنون متعة
وجنونك متعب حد
الجنون
رغباتي مدفونة
بين الأمل والنسيان
فمن يسقي زرعاً
حار بسقياه المطر
كل خطايا القلب
أوشكت أن تكوني أنتِ
كنتِ
طائفة العشاق
وقانون الحب
ودستور الجنون
وحكاية لم تُكتب
كنتِ القريب عندما
يعز اللقاء
والبعيد الأقرب
وسهل الصبا
وأنا كأس الماء العذب
أنا السفينة والربان
أنا البحر والساحل
أنا الموج الأزرق
أنا البركان
أنا ثورة ضد الطغيان
على قارعة الدفء
حين كانت الحياة
في سبات وجليد
كيف لذلك الوهج
أن ينطفئ داخلي
وكيف يكون نسيان
أيام خوالي
نتيجة النسيان
ألم يعتصرني حد
الهذيان
لم أعد أجيد الحضور
بين هذا الكم الهائل
من الكلمات.
لم أعد أمتطي صهوة
القلم
بتلك البراعة الغائبة.
لم أعد ذلك النهر
الجاري.
جفت كل منابع المودة،
حتى ذاكرتي لم تسعفني
كيف كنت أجيد الرسم
على الماء
ببراعة محترف.