═══════════════════════
❖ أرِخ قبضة الغياب عن وجهي قليلاً،
فكل لحظةٍ منك تسكب في صدري نهرَ عاصفة،
تعصر قلبي كما تعصر يد الزمن أغصان العمر،
وأنتَ سارق أنفاسي في صمت لياليٍ نائمة.
❖ وفي صمت الغياب أنحني متعباً،
كي لا أُقتل ألف مرةٍ في قبضة انتظارك،
فغيابك ليس غيابًا، بل سكينٌ ينقش وجعي،
ودوي صرخات قلبي لا يجد ملجأ.
✦✧✦
❖ تكسرت ساعاتي في غيابك،
وصار الهواء ثقيلاً، كخطى رحيلٍ بلا عودة،
وأنا، يا من تسرق قلبي، أقف على شرفة الانتظار،
أزرع في الأرض جراحاً تُثمر صدى نبضاتك.
✦✧✦
❖ كنتَ ربيع روحي، واليوم شتاء بلا نهاية،
يأكلني الصمت ويجرحني وحشة الأنين،
كأنك تسكنني بلا جسد، تحيا في ظلالي،
تتلمسني بنبضاتٍ لا تسمعها الأذان.
✦✧✦
❖ أرِخ قبضة الغياب قليلاً، فأنا لا أملك سوى هذا القلب،
ينزف كأنفاس متعبة في ليالٍ بلا نجوم،
أحتاجك كما تحتاج الأرض قطرات المطر،
وأنتَ بُعدك، سرٌ يذبل فيه بستاني.
✦✧✦
❖ هل تعي، في هذا الغياب، أنني ما زلت أتنفسك؟
أنك العاصفة التي أهدئها، والليل الذي أنتظره بلا قمر؟
أرِخ قبضة الغياب، فقلبي لم يعد يحتمل الصمت،
وأنا هنا، أسيرك في زمن اللاعودة.
✦✧✦
✍️ بقلم جبران العشملي