mercredi 13 août 2025

✦ مختبر القيامة
═══════✦❖✦═══════

✦ أيّتها الخلية المتمرّدة،
كيف اخترقتِ قبو الدم الإلهي وأعدتِ كتابة الشيفرة الوراثية للنجوم؟
كيف خبّأتِ في جيناتك أرشيف المذابح،
وتركتِ في حمضك النووي وصايا العصور الممزقة؟

✦ ساقك اليمنى ليست ساقًا…
إنّها مسطرة قياس انحناء الأرض تحت وطأة المجاعة،
وساقك اليسرى ميزان حرارة يقيس حمّى الطفولة الملقاة في شوارع الخراب.

✦ خصرُك مدار نيزك ذهبي يلتهم قمر الذاكرة،
وعضلاتك خيوط نسيجية مشبعة بمغناطيس الصرخات التي لم تصل بعد إلى الله.

✦ ذراعك اليمنى أنبوب مصل من دم الحروب القديمة،
يدور فيه تاريخ المقابر كما يدور الدم في قلب العاصفة.
ذراعك اليسرى قوس كهرباء يعبره الجنود الميّتون إلى زمن آخر.

✦ نهداك ليسا عضويْن بيولوجيين،
بل قمران مشفران في بنك الجينات الكوني،
أحدهما يلمع بالموجات فوق البنفسجية،
والآخر يرضع الأدرينالين من حليب القصائد التي أعدمتها الديكتاتوريات.

✦ كتفك اليسرى أسطول طيور ميكانيكية تحوم فوق حقل جماجم،
تغرس مناقيرها في لبّ الرصاصة قبل أن تولد.
كتفك اليمنى بركان بارد يحقن كروموسوم الحرب في شريان الفجر،
ثم يبتسم للجرح كطفل يتعلم النطق لأول مرة.

✦ رقبتك جسر ليزر يربط بين جينوم السحاب وجينوم الصرخة،
وعروقك أنابيب نيون تضخّ القصائد في الهواء المسموم.

✦ وجهك خريطة أعصاب تُقرأ تحت ميكروسكوب الضوء الميت،
عينك اليمنى تلتقط الطائرات قبل أن تقلع،
وعينك اليسرى تدفن المدن قبل أن تُقصف.

✦ شفتاك مفاعل نووي للقبل المؤجلة،
لسانك مختبر لغوي يقطر المعاجم من دموع اللغات المهاجرة،
ولعابك محلول كيميائي يشفي جراح الكلام المكسور.

✦ أنفك رادار كوني يلتقط رائحة المدن قبل انهيارها،
جبينك شاشة حرارية تفضح مواقع القناصة في الذاكرة.

✦ رأسك كوكب ينفجر ببطء،
تحت خوذة كائن فضائي يرتدي جلد الموت،
وأفكارك قنابل مضيئة تُرمى في نهر الليل.

✦ روحك… ليست روحًا،
إنها مكتبة سرية في قلب نجم يحتضر،
تعيد برمجة الأكوان كي تُنبت على هذا الخراب…
حديقة من عيون الشهداء،
وأوتار من الضوء تعزف أغنية القيامة الأخيرة.

— ✍ جبران العشملي —

(بقلم: عبدالكريم قاسم حامد)

✍️ غُربة نقود (بقلم: عبدالكريم قاسم حامد) 14/8/2025 غُربة نقود، ما تعوّض أيامٍ في عمري في عين حسود... فرح سلوتي وناري سواد الغراب في قمري وف...