بقلمي /محمود العارف علي
___________________
كُلُ النساءِ في وادٍ.. وهيَ وحدها في وَادٍ
وحين أطلت ما كان مني إلا أن أُسبح الله
تمشي على مهلٍ كغيمة بيضاء تسقي
البِيدَ بالندى والمِدَادِ
في حضرتِها يغيبُ العقلُ ويخفقُ الفؤاد
قُل في حُبها ما شِئتَ .. فهي استِثناءٌ
تغفو على وجنَتَيها بِعِطرِها الأوراد
ولولا الحيَاءُ لَتسارعَ إليها بائعُو التُفاحِ
يقتُلُنِي كُحلُها عشقاً بِذَاكَ السواد
أنا سيدُ العاشِقِينَ.. لكنني أولُ المهزومِينَ
ياعِشقُ مهلاً...... فهي سيدةُ النِساءِ
وأنا الحطاب الضائع بين البراري
أبحث عن جذعٍ يمدني بالدفء
فتطاردني الأشجار بأشباحها،
ويلاحقني الليل بظلاله الثقيلة
ويهمِسُ الظلام في أُذُنِي:
" العَذَابَ صدِيقك الأبَدِي"
أَيها الحظ أما آن الأوان أن تزورَنِي؟
لم يَترُك لِي الزمانُ سبباً إلا ولازمهُ النُقصَانُ :
أحتاج أن أنهض من بين أكوامِ الرمادِ
أن أجد طريقاً لا يقود إلى العذاب
يَدانِ لا تعرفان ثِقل الفأس
وخطوات لا تضيع في البراري
بيتاً واسعاً يفتح أبوابه للضوء
وحِصاناً يُعلمني معنى الحرية
واسماً آخر غير الحطاب
لكن الواقِعُ يجيء كالسوط
يُمطِرني بوابلٍ من اللعناتِ.
فأَدخِرُ لِفأسِي وَلِأَشجاري كل القُبُلاتِ
أُلملمُ هزائِمِي وأُوَرِي حُزني تحتَ التُرابِ،
وأرحَلُ بِجيبَينِ مثقُوبِينِ..
فتحمِلني الخُطُواتُ بعيدًا خلف أسوارِ الغيابِ
هناك...
يلوحُ طيفُ حبيبتي في مسائي الحَزِين