إستيقظ صاحبي فجرا
فشعر بالهموم السوداء تحيط بقلبه
وبعد صلاة الفجر
خرج إلى الطريق كعادته قبل إحتساء القهوة
طرقات مليئة بعجائز الزمن
ونسي صاحبي أنه أيضا هَرِمَ
وتمر به الخطوات هذه ثقيلة
وتلك ضريرة سيدة في مقتبل العمر
وتذكر في ذاته أن خطواته تكون ميتة تقريبا
وهمس في ذاته لماذا الدجى ثقيلا في عالمه
والخوف كالمطر في كيانه
وكأنه يرى المارة من خلف زجاج الحياة
أطياف غير دقيقة
وأصواتٌ قَلِقَة وأخرى كئيبة
لماذا هذه الغيمة تجثم من جديد على عالمه
شيء يعاند ذاته ويرفض الخروج
أغلال ضمته إلى عالم رفض دائما أن يكون فيه
وفجأة أحس بأن كلام الظلام غاب
ولاحظ بأن الشمس خرجت الى وجود العالم
وتركها تتوغل في كيانه كما علمته أمه
وأخذت بهدوء تشق اليأس من عالمه
وما عادت الأفكار السوداء تقذفه هنا وهناك
وظلَّ قلبه معلقا بالسماء الزرقاء
هذا ما قال له والده إذا شعرتَ بالضيق
وأخذتْ الفرحة تنمو في كيانه
وأدركَ بأن أحزان النهار علينا أن لا نفكر بها
وعاد الى البيت بهدوء ليجالس قهوته سعيدا
تحياتي
محمود إدلبي - لبنان