أيّها المجرمُ المتجبر ، المتهوّرْ
تختبئُ خلفَ دخانِك، لكنَّ اللهَ أكبرْ
تَسحقُ الضعفاءَ، وتضحكُ، والمساكينُ في العراءْ
تغتالُ الطُّهرَ وتزرعُ في العيونِ لهيبَ الشقاءْ
ما ذنبُ طفلٍ نامَ جوعانًا على كفِّ الرمالْ؟
ما ذنبُ أمٍّ تنظرُ في الأفقِ تبكي الرجالْ؟
قتلتَ الحياةَ، ولم تَندمْ، ولا فاضتْ عيناكَ ندمْ
فاحذرْ، فإنَّ لِربِّ العزةِ نارًا لا تُهزمْ
أيّها الظالمُ، كم من دعوةٍ في الليلِ صعدَتْ؟
كم من قلبٍ في السُّجودِ عليكَ سجدَ وبَكَتْ؟
صوتُ الأنينِ، دويُّ القصفِ، أضواءُ الجنازاتْ
كلّها تشهدُ، وتلعنكَ، وتُسطّرُ الكلماتْ
تظنُّ أنَّك لن تُحاسب؟ أنَّ العرشَ لا يراكْ؟
كلاّ، فربُّ الكونِ يُملي، ثمَّ يأخذُ ما سواكْ
ستذوقُ كأسَ الذلِّ، وحدكَ بينَ الأطلالْ
ستنطفئُ نارُكَ، وتُؤكَلُ من ديدانِ الرمالْ
ربُّ السماءِ إذا غضبْ، فزلزالٌ وريحْ
لا جيشَ يُنقذك، ولا حصنٌ، ولا مدٌّ مريحْ
سيموتُ فيكَ الصوتُ، والقهرُ الذي علَتْ بهِ جبهتُك
وسينكسرُ السيفُ الذي طالَما رفعتهُ بظلمِ يدِكْ
سيُكتبُ فيك "هلاكُ جبّارٍ تاهَ عن الحقِّ المبينْ"
"خُدعَتهُ قوّتُهُ، فماتَ خائفًا بينَ الأنينْ"
أفقْ، فما زالَ في الوقتِ بقيةُ عبرةٍ ونذيرْ
تبْ، وارجعْ إلى الحقِّ، قبلَ أن تُسحبَ جثتُك للأُسيرْ
أيّها المجرمُ... نهايتُك قادمةٌ لا محالةْ
وكلُّ ظلمٍ ارتكبتَهُ، ستدفعُ ثمنَهُ، بالحسرةِ والعدالةْ