mercredi 10 septembre 2025

بقلم /// الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة

صانع ظاهرة التجسّس

بقلمي الأديبة والمفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة نينارايسكيلا.

من رواية "إبليس الرسول، نبي الظلام"

 ،؛، قد نحتاج أحيانًا إلى كمية راحة مأهولة لن نُعتَب عليها، إن كانت مؤقتة أو حتى وهمية، نكون في أمسّ اللقاء بأجواء هدوء وجرعة صمت لطيف أو معاملة أنيقة مرتّبة، ليس لأننا نبحث عن الدلال أو لأننا أبناء السهل من الظروف، إنما لندفع بها ضربا من الألم، يصعب تحمّله وقت المصيبة المُنزِفة، نحن لا نريد كسب كل إهتمام الكرم، بل جزء منه فقط سيكفينا لنعيش بعد ذلك في ربيع صدّ الظلم ،؛،

تدفّقت السنوات من منحدر الزمن، 
تربّع فيها قوم "الجنّ" المسالمون على عرش من مودّة ولطف، 
فلا يعلمون أن من وراءهم بركان نشط، عين مخفية كانت تراقبهم منذ أن خُلقوا فوجدوا الأرض مسكنا بهيجا.

ألّفَ إمتزاج الهيدروجين المُركّز مع الأوكسجين المُركّز كمية الماء التي أحاطت دائريًا "بمارد النار"،
فتجمّدت بفعل درجة البرودة الشديدة، ومع عامل الإحتراق الذي يجري بداخلها.

تحوّلت إلى صفائح نقيّة، عذبة، مجرّدة من كثافة اللون، شفافة كالزجاج، محدودة بسطح داخلي مستوي وآخر خارجي محدّب، 

تصميم هندسي أسهم في تشكيل عدسة حادّة الدقة يشاهد من خلالها "مارد النار" كل شيء .. كأنها منظار سلس يقرّبه من أبعد نقطة رؤية. 

ظاهرة "التجسّسْ"، المراقبة المُبطّنة، تتولّى عن كثبٍ تقفِّي أحوال قوم "الجنّ" المُكرّمون بالفلاح، والتي طَفِقَت تؤثر سلبيًّا على "مارد النار" وتسلبه إنتباهه، تداهم إبصاره، تتعاون مع أسره عليه، 
تهدّه فتقطع سلاسل وحوش الإختبال التي تردمه في زمجرة التمزيق حتى صاده... الإبلاس... الذي أدهش وضعه؛ فأرغمه على التّحيّر في قالب سكوت مُغتمّ، أحزنه فمنعه من توفير حُجّة حَقّانية لما هو عليه من جبرٍ وقَهر.

 ينخر بعضه البعض، لإنفعال مجهول، 
هيّج رغبته في الإندلاع أكثر وأكثر، إذن !! أصبح له شعور ما، وهو أول شعور أقام بداخله، ويخالف بقية المخلوقات التي تكلّلت أحاسيسها بالطيبة والعذوبة والرقّة.

،؛، الحسد عدوّ النّفس الّلدود، يسرق منها ضوء السلامة فيغرقها في دوّامة العذاب المتقن، الحسد شؤم بالغ تعبده النفوس السطحية،؛،

دنوّ  دنا النَّائي القريبُ فقلْتُ مهلاً ترابي لايزالُ بلا فُطامٍ وأشجاري تذودُ بلا فتورٍ  عن الينبوعِ في جبلِ السَّلامِ وغيمي في طوافٍ مستمر...