✦ وأنتَ ترتقي الأرصفة،
كمن يحاول إنقاذ ذاكرةٍ ابتلعتها شظايا الصمت والصدأ…
✦ كانت الحرب جائعة،
تنهش المدن كوحشٍ بلا رحمة،
وتقيأ النار على وجوه الأحياء…
✦ تجوب الطرقات بحثًا عن هوية،
تتعثر بخطوات من فقدوا أقدامهم،
حين ظنوا أن للحرب أيدٍ قصيرة،
وحين أدركوا أن للخراب قلبًا لا يعرف الشبع…
✦ أيها الشارد فوق جثث الأيام،
قل لهم: موتك تأخر،
والعمر يرفض احتواءك…
لكن روحك ستكتب على وجه الخراب اسماً لن يُمحى…
✦ أخبر الذين سبقوك،
أن أرواحهم المعلقة على صدر الوطن،
لم تكن سوى ندوبٍ متناثرة،
تتشابك مع الريح لتصبح أساطير الهزيمة…
✦ الحرب.. أُصيبت بالتحجر،
حتى صارت تتقيأ الموت في وجوه الأحياء،
ولا تشبع من دم العابرين…
✦ أيها العابر في قلب الخراب،
ستضمّك هذه الأرض حين تفنى،
وسيتردد اسمك بين رماد الأيام،
كصدى النور الذي لا يزول،
كروحٍ تتحدى العدم،
وترسم من الدمار حياةً جديدة…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: جــــــــبران العشملي