الجزء الأول
1.
لقد صرت وحيدة إلا من نفسي
في صباح الثلاثاء من ربيع سنة 2024 قال الأطباء لابي، "إنني لم أكن أتذكر شيئا عمليا منذ أن كنت في السابعة من عمري."
في رأيهم الرائع، لم تكن إصابة رأسي خطيرة بما يكفي لتسبب نوع فقدان الذاكرة الذي أعاني منه. لكني على قناعة أنه كان سقوطي من السلم في صائفة 2023 هو السبب الأصلي.
ألزموني مغادرة المستشفى قائلين بكل ثبات، ربما تعود الذاكرة وربما لا. و ينصحونني بالراحة والعودة إلى الحياة الطبيعية.
على أية حال، الدماغ البشري غامض، كما قالوا لي.
2.
وقفت سيارة أبي أمام منزل لم أره من قبل. قال لي وصلنا إلي ببتنا. دخلنا فأحسست بأني غريبة في دارنا وكان أبي ذكيا أسرع خطاه حتى باب غرفتي وقال لي: سامحيني سأذهب لأعد الطعام وسأتركك مع ممتلكاتك الشخصية.
والآن بعد أن أصبحت وحدي أخيرا، شعرت بمزيد من الشجاعة وقررت أن الوقت قد حان للتعرف على نفسي مرة أخرى. لم يعد من الممكن تأجيل لمٌ ذكرياتي. آخذت دفترا و بدأت في تدوين كل ما حدث وكل ما سيحدث كما فعل والدي في كنش أفكاره قبل أن يكتب كتابه المشهور "أيام فتاة متبنية" الذي لم أقرأه.
يتبع
بقلمي عبدالفتاح الطياري