في زوايا الليل، حيث تهمس الأقدار،
تتراقص الأنوار
كأحلامٍ تائهة في الأثير،
تسكنني ذكرياتٌ، أزهارٌ بلا عطر،
تُخفي في طياتها شوقًا،
يشتعل في الصدر.
غيمٌ يكتسح السماء، ويغمرني بالخيبة،
أبحث عن عيونك في كل دربٍ مُظلم،
أرى وجهك في المرآة،
لكنَّ الفراقَ يُخفيه،
كقمرٍ غائبٍ خلف سحابةٍ عاتية.
كلما هبَّ نسيمٌ، يحمل عطرَك،
أشعر بقلبٍ يرفرف، يبحث عن مأوى،
لكنَّ الأيام تمضي، كالسحاب المتلاشي،
تسير نحو المجهول،
وتتركني أُصارع الوحدة.
يا وردةً نمت في بستان الذاكرة،
أنتِ النور في ظلمات حيرتي،
أحلم بأن أراكِ، في كل حلمٍ ونجمة،
وأنا أمدُّ يدي نحو السماء، أبحث عنكِ.
فلتكن أيامي مليئة بالحنين،
وليجري الشوق في عروقي كالنهر،
فحينَ أستعيدُكِ في خيالي،
أشعر أن الحياة تعود، وتزهر من جديد.
تحت ضوء القمر، حيث ينساب الهدوء،
أستمع لصمت الليل، يُحدثني عنكِ،
كأن النجوم تروي قصصَنا،
عن لحظاتٍ سرقتنا من عالمٍ مشغول.
أرسمك في خيالي، كلوحةٍ تتلألأ،
تتراقص ألوانها بين الفرح والحزن،
كل لمسة من يدك، تُعيد لي الأمل،
وتعيد لي ذاكرةَ الأيام الجميلة.
لكن الرياح تُعيدني إلى الواقع،
حيث الأصداء تهمس باسمك،
وأنا وحدي، أسير في دروبٍ خالية،
أبحث عن أثرٍ لك، في كل زاوية.
أعود إلى حيث كنتِ،
في كل زهرةٍ تتفتح،
في كل غيمةٍ تعبر،
فأنتِ الحلم الذي لا ينتهي،
والنبض الذي ينقذني
من غياهب الوحدة.
فلتبقي في قلبي،
كالشمس في الأفق،
ولأستمر في البحث عنكِ،
رغم الغياب، فالحب، كالنهر،
يجري في شرايين الزمن،
يُحيا في الذكريات،
ويُزهر في الوجدان.
وأنا أراقب الشروق،
ينساب كالأمل،
تُشرق أنوارُك في قلبي،
كما تشرق الشمس،
تُعيد لي الحياة، وتُحيي كل زهر،
فأنتِ الربيع الذي لا يزول.
أكتب لكِ قصائدَ من ضوء النجوم،
تتراقص الكلمات على أنغام الشوق،
كل حرفٍ ينطق باسمك،
يُعيد لي الأمان،
ويُشعل في روحي شعلةً لا تنطفئ.
أشعر بأنكِ هنا، رغم المسافات،
كأنكِ نسماتٌ تلامس وجهي في الليل،
أفتح نافذتي على أحلامي،
وأنتِ، لا تزالين ترفرفين في الأفق.
كلما هبت رياحُ الذكريات،
تجلب لي صوتكِ، كأغنيةٍ ناعمة،
أستعيد كل لحظةٍ كأنها حية،
تُعزف في قلبي، لحنَ الحنين.
وفي زوايا الليل، حيث يسكن السكون،
أُغمض عيني، وأراكِ في كل شيء،
فأنتِ الحلم الذي لا يُنسى،
والأمل الذي يُضيء لي الطريق.
فلتبقي في قلبي، كنجمةٍ لا تسقط،
ولأخوض معكِ كل غمار الحياة،
فالحب، كالعطر، يسكن في الأعماق،
يُزهر في الروح، ويُحلق بعيدًا.
فإذا غاب القمر واشتد الظلام،
تظل صورتك تضيء لي كل درب،
أنتِ النور في ليلي، وصوتُ الأمل،
تُعيدين لي الحياة، كنسمةٍ رقيقة.
فليكن حبي لكِ، كالنهر الذي يجري،
يدوم في أعماق القلب، لا ينضب،
وسأظل أكتب لكِ، بحروف من شغف،
حتى تُزهر الأيام، وتعود لنا البسمة.
وفي كل صباحٍ جديد، سأنتظركِ،
كزهرةٍ تتفتح في حضن الندى،
فأنتِ الحلم الذي لا يموت،
وفي قلبي، ستبقي، إلى الأبد.
فلتبقي في روحي، كنجمةٍ تتلألأ،
تُضيء لي الطريق، وتنسج لي الأحلام،
فالحب هو الحياة، ورغم كل الفراق،
سأظل أُحبكِ، إلى آخر الأنفاس.
بقلمي د. الشريف حسن ذياب