مقال ادبي إنساني اجتماعي
مصطلح السعادة
قال الله جل جلاله:(و قولوا للناس حسنا و أقيموا الصلاة)٠
إن السعادة مصدر وزنها فعالة
اشتقت من فعل سعد وزنه فعل ثلاثي صحيح مجرد لازم
فالسعادة نوعان
١-سعادة دنيوية
٢-سعادة أخروية
لذلك يدعو المرء بقوله اللهم ارزقنا السعادة في الدنيا و الآخرة
و لها معان كثيرة منها :
الرضا و الإيمان و الأمان و المحبة و التعاون و السلام
و الصبر و الإحسان و اللين و الابتعاد عن الشر و الفساد و المرض
و الفتن ٠٠٠٠٠
إذن السعادة هي التفكير و التأمل
تقسم السعادة إلى قسمين:
أ-مادية هي غذاء للجسم
ب-معنوية هي غذاء للروح
قال العلماء للسعادة أربعة مفاتيح هي:
الصبر و الرضا و العفو و العمل الصالح
و يرى الفيلسوف كانط أن السعادة
هي الفضيلة
و يرى الفارابي أن السعادة تكون في التفكير و التأمل
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:(أربع من السعادة: المرأة الصالحة و المسكن الواسع و الجار الصالح و المركب الهنيء)٠
و سئل عن أسعد الناس يوم القيامة فقال: (من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه)٠
قال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
إذ طالما استعبد الإنسان إحسان
فالإحسان اساس و التعامل الطيب و اللين مع الأنام كسب و همة و تعال و احترام و بناء علاقات إنسانية و محبة و وئام
قال رسول الإنسانية عليه الصلاة و السلام :(أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)٠
فالتعامل الحسن و فعل الواجبات
و التفكير و التأمل في الأرضين و السماوات و المخلوقات و شكر النعم كلها موجبات البركة و الرحمة و السعادة في هذه الحياة و بعد الممات
لقد قرب الرسول إليه أولي النهى و الأحلام لماذا ؟
كونهم أهل الصبر و المودة و الأخلاق الحسنة
يجلون الله و الناس و يعملون الواجبات لا يقصرون يوم الفزع
و لا يهوون الدنيا الفانية و الطمع
يعملون للآخره بعيدين عن الأذى و
المن و الفساد قريبين من الإصلاح و الدعوة إلى الرشاد
يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر
لذلك كانوا قدوة بعد الرسول
سادوا الأرض و عمروا البلاد
و نشروا العدل و محوا كل ذل و فساد
فهم الإنس و الإيناس و الإنسان
منهم نأخذ التذكير لأن طبعهم الرشاد و الأمان من سماتهم كونهم عرفوا أن الحياة فانيه
و الأخرى باقيه
لذلك كانوا للورى عنوانا
أساليبهم رفيقه و ثقافتهم دقيقه هم للوفاء أمان و للرفقة ضمان
و بهم صونت حقوق الورى فالتاريخ لهم شاهد و بيان
أبصارهم عن الشرور مغلقه
و بحق الإنس دوما مشرقه
قلوبهم ترى قبل العيون
بالأحباب و الأضياف يرحبون
هم أصحاب عفة و فطنة بالميزان يعدلون و عن الواجب لا يسلون
و ليس عن نخوة يقصرون
حياتهم مليئة بالتشييد و البناء و المكرمات و العطاء
ظلوا على العهد أمناء فعاشوا في بركات و سلام و هناء تركوا الدنيا و ماتوا سعداء
فإن عرفتهم صحبتهم و إن ذكرتهم
فأوفي حقهم تسعد بذكرهم
فأيديهم للإكرام ممدوده و للبذل دائما موجوده
لذا كتب الله في الأرض محبتهم
و أعلى في السماء مكانتهم
اسعدكم الله في الدنيا و الأخرى
د٠صبحي عمر الديب
البلد سوريا الشام