lundi 14 avril 2025

الطفل الرجل /// 🖊 الاستاذ حماده محمد

الطفل الرجل ... قصة قصيرة 
فى يوم الجمعة .. فى ساحة السوق الضيقة يكثر البائعون والمريدون من فلاحين القوم ينادون بصراخ على بضاعتهم .. يبيعون فيه ما زاد عندهم من نعم ويشترون منه حاجياتهم ... وما هى إلا ساعات حتى يهدأ القوم وينخفض الصراخ ويضع ابى ما اشتراه فى جعبتين يمين الحمار ويساره " انتبه الحمار ولا تتركه " جملة قالها وهو يبتعد مهدداً لى بأشد العقاب إن تركت الحمار وحده ... ودقائق تمضى بجوار الحمار حتى قدم بعض من الصحاب معهم كرة من القماش يقذفونها بين أرجلهم .. وهنا تحركت رغبة واسيل اللعاب أمام الكرة وهى تغازلنى " الا تريدنى ... ها انا ذا " فأسرعت نحوها ملبيا لنداءها .. ونسيت الحمار ووقفته ! ... وكلام ابى ووعيده !! ولم انتبه الا عندما بلغ منا التعب مبلغه ... وعلت اصوات أنفاسنا ..والعرق يتصبب " اين الحمار يا شباب ؟! " .. سار الجميع يبحث يمنة ويسرة .. جادين ومازحين "يبدو أن اللصوص سرقوه !" نزلت هذه الكلمة على مسامعى كجمرات النار ارتعد منها القلب ودمعت منها العين وعلا صوت البكاء والنحيب خوفا من ابى وعقابه .. فالحمار عنده يده وساقه .. واهم عنده منا نحن أبناءه ... واصطحبنى رجال قد رق قلبهم لحالى .. شافعين لأبى عساه أن يعفو عنى ... ولكن خاب رجاهم .. فلم تنفع شفاعة الرجال ولا تدخلات الأم وحتى توسلات الجدة العجوز لم تجد طريقا لقلب ابى كى يخفف عنى عقابه ...
الضرب ياتى دون حساب لضعف قوة ولا نحافة جسد باليد الغليظة تارة .. وبعصا خشبية تارات ... وكدت أن أفقد الوعى .. وافقد معه السمع والبصر ... لولا صوت قادم من بعيد ... يعلو كلما اقترب ... " إنه صوت الحمار ... هذا نهيقه ... اعرفه جيدا !" هى كلمة نزلت على قلوب الجميع بردا وسلاما ... وعندى انا كانت بداية لحياة جديدة ... سعى من الجميع وهرع إلى الشارع ... الحمار يمتطيه طفل اسمر لا يعرفه أحد منا يرتدى جلباب قصير يتدلى منه ساقين نحيفين " أهذا حماركم ؟! " ويكمل الطفل كلامه ببراءة لا يلقى لها بالا " لقد سرق ابى هذا الحمار ... ويرفض أن اركب الحمير وحدى ... يقول أنى مازلت صغيرا ... فركبت هذا الحمار كى يعلم ابى أنى رجلا وأستطيع ركوب الحمير وحدى ... وسار بى هذا الحمار إلى هنا " 
ويهرع الاب ناحيته " من أباك ايها اللص ؟!" وينظر الطفل بخوف " أتريد أن تضربنى كما ضربت ابنك الان ؟! " وانطلق الطفل يسرع الخطى هاربا وسط شوارع دون أن يلحق به أحد .
حماده محمد

..... مليكتى ..... فتشت عنك بين النساء لم أجدك لأنك غير النساء أسرعت  أبحث عنك بين  دفاتر أشعارى  و كلماتى المنسوجة  من قلبى بأحلى الهمسات ل...