مسألة شرف
بقلم شريف شحاته مصر
شعر الملك سمنود ببعض الشرود والشجن فأمر وزيره طالح بإستدعاء الحكيم العجوز همام البليدى وبالفعل حضر الحكيم سريعا وقام بتحية الملك حتى قال له الملك ما أعجب وأعظم ما رأيت فى حياتك قال الحكيم قديما جدا يا مولاى كما تعلم كنا فى صراع مع قبيلة الموراى وكانوا أكثر منا عتادا وعددا وتجهيزا وكنت غلاما صغيرا فى هذا الحين وكانت مهمتى فى المعركة هى السقاية وحين نشبت الحرب لم تمر فترة طويلة حتى أجهزوا علينا بين قتيل وأسير ومصاب وفار من المعركة إلى الحصن خاصتنا إلا فارسنا البطل كسيب هو الذى دخل بمفرده بين صفوف الأعداء كالريح والسهم المرسل فوق جواده وحده وظل يقاتل بالسيف والدرع وأسقط بعض الفرسان منهم حتى تجمع عليه الكثير منهم وتمكنوا منه وبدأ يترنح على جواده من كثرة الطعنات ورشقات الأسهم وقبل أن يسقط رأيت أحد فرسان العدو ينطلق كالسهم نحو فارسنا الهمام ثم يقفز من جواده على جواد فارسنا ويعانقه ليحميه ويتلقى هو الطعنات وفجأة إستطاع أن يفر به إلى الحصن وهنا بدأنا نحمل البطلين وكان فارسنا قد فارق الحياة والآخر يلفظ أنفاسه الأخيرة قلنا له ما حملك على هذا قال رأيت الرعاع من بنى جلدتى يتجمعون عليه بمفرده فعز على أن أرى هذا الفارس العظيم يسقط أمامهم من فوق جواده فقمت بما يمليه على شرفى ثم فارق الحياة يا مولاى أجهش الملك بالبكاء ثم قال له أقمنا لبطلنا النصب التذكارى وسنقيم للآخر نصبا تذكاريا يليق به قال الحكيم شكرا جزيلا لك يا مولاى ثم إنصرف.