lundi 14 avril 2025

قصة قصيرة 
مسألة شرف 
بقلم شريف شحاته مصر 
شعر الملك سمنود ببعض الشرود والشجن فأمر وزيره طالح بإستدعاء الحكيم العجوز همام البليدى وبالفعل حضر الحكيم سريعا وقام بتحية الملك حتى قال له الملك ما أعجب وأعظم ما رأيت فى حياتك قال الحكيم قديما جدا يا مولاى كما تعلم كنا فى صراع مع قبيلة الموراى وكانوا أكثر منا عتادا وعددا وتجهيزا وكنت غلاما صغيرا فى هذا الحين وكانت مهمتى فى المعركة هى السقاية وحين نشبت الحرب لم تمر فترة طويلة حتى أجهزوا علينا بين قتيل وأسير ومصاب وفار من المعركة إلى الحصن خاصتنا إلا فارسنا البطل كسيب هو الذى دخل بمفرده بين صفوف الأعداء كالريح والسهم المرسل فوق جواده وحده وظل يقاتل بالسيف والدرع وأسقط بعض الفرسان منهم حتى تجمع عليه الكثير منهم وتمكنوا منه وبدأ يترنح على جواده من كثرة الطعنات ورشقات الأسهم وقبل أن يسقط رأيت أحد فرسان العدو ينطلق كالسهم نحو فارسنا الهمام ثم يقفز من جواده على جواد فارسنا ويعانقه ليحميه ويتلقى هو الطعنات وفجأة إستطاع أن يفر به إلى الحصن وهنا بدأنا نحمل البطلين وكان فارسنا قد فارق الحياة والآخر يلفظ أنفاسه الأخيرة قلنا له ما حملك على هذا قال رأيت الرعاع من بنى جلدتى يتجمعون عليه بمفرده فعز على أن أرى هذا الفارس العظيم يسقط أمامهم من فوق جواده فقمت بما يمليه على شرفى ثم فارق الحياة يا مولاى أجهش الملك بالبكاء ثم قال له أقمنا لبطلنا النصب التذكارى وسنقيم للآخر نصبا تذكاريا يليق به قال الحكيم شكرا جزيلا لك يا مولاى ثم إنصرف. 
همس الحكيم همام لنفسه وهو يسير الفروسية كلمة تعني الشجاعة والمهارة والقيادة والبطولة وكثيرا ما تعنى الشرف والواجب والأخلاق قبلهم.

"مقال" بعنوان {ستالين والحمامات الستة} بقلم "هيثم سيف " مشهد نكتة الحمامات الستة من رواية النكتة " لميلان كونديرا...