أبكيكُنَّ…
والأرضُ مبلّلةٌ بصوتِ الفقدِ
لا أحدًا يُجيبُ على نداءِ السَّاقياتِ
كأنَّ في التُّرابِ ارتعاشةً
وكأنَّ صمتَ الفجرِ
يرتجفُ الرجاءْ
يا طيفَ أيّامِ الطفولةِ في الحقولْ
يا من غرَسنَ النورَ في عينِ الترابِ
وماتَ فيكنَّ الصعودْ
دمعُ الجبينِ على السهادِ ملوَّنٌ
بألفِ آهٍ
والنداءُ على الجراحِ هوى وسُهدْ
كُنْتُنَّ للوطنِ العيونَ،
وها هوى الوطنُ الكريمْ
يمشي على جثثِ الحنينِ
ولا ينامُ ولا يفيقْ
ما بالُ كفِّ القمحِ والعنب
تبحثُ عنكنَّ الآنَ؟
ما بالُ العصافيرِ انتبذنَ الحقلَ
واشتعلنَ في ليلِ الطريقْ؟
كأنَّ نخلةً ماتتْ
كأنَّ شجيرةَ الزيتونِ
فَقَدَتْ يديها في الحريقْ
يا من سكنتُنَّ الجراحَ ولم تَمُتنْ
أنفاسُكُنَّ الآنَ أوسعُ من مدى
وأشدُّ من صبرِ الترابْ
أنفاسُكُنَّ دعاءُ أمٍّ
حينَ تنظرُ نحوَ غيمٍ لا يُجابْ
لن تُمحى أسماؤكُنَّ
يا ساكناتِ الضوءِ
في قلبِ البلادِ وفي الترابْ
يا ايتها الفتيات الشهيدات
شهداءَ الرزق الحلال
شهداء الأجر اليومي 130 جنيه
والحبِّ والعنب الطازج
يا من صعدْتنَّ إلى اللهِ
بوجعِنا المُتَّقِدِ
بجوعِنا الأبديِّ
بأملٍ من الطينِ لم يَغِبِ
سمير كهيه أوغلو
العراق