إطلالة
ل عبادى عبدالباقى
ماراثون الخيرات
الأحبة في الله
أنطلق ماراثون الخيرات منذ غرة شهر ذى الحجة
يوم الأربعاء الماضي .
إشتعل الماراثون إشتعالا بقرب يوم عرفة
أولا :-
تجليات ربانية :-
« إن لربكم فى أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تدركه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً »
النفحات هى:-
المنح والمكافآت عن الأعمال الجليلة ، وعندما تكون من رب العزة فلا يستطيع بشر أن يتصور قدرها من الأجر والثواب المتمثلين فى رضا الله ورحمته وبركاته والتى تنعكس على نعم الله سبحانه وتعالى المعيشية علينا فى الدنيا وهى المال والبنون والصحة والعمل ، وفى نعيم الآخرة وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
بمجرد رؤية هلال ذي الحجة تبدأ أيام ذات أهمية دينية وقيمة عظيمة
يستقبل المسلمون شهر ذي الحجة استقبالا خاصاً ؛ حيث يتهيأ المسلمون بأفضل الأعمال لاستثمار الشهر والفوز بما وعد الله به من مغفرة ورفع درجات ، ففيه تكثر العبادات والتوبة عن الذنوب ويزيد المسلمون من الأعمال الصالحة والطاعات.
فبظهور هلال ذي الحجة تبدأ الليالي العشر التي تسبق الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام ، ففيه مناسك الحج الذي يعقبه عيد الأضحى المبارك وهو ثاني أعياد المسلمين ، وبذلك تبدأ أيام روحانية جليلة يشعر فيها المسلمون بمشاعر إيمانية عظيمة تدفعهم إلى العبادة والطاعات ومحاسن الأخلاق أكثر من أي وقت آخر في العام .
ثانيا :-
العشر الأوائل من ذي الحجة :-
من مواسم الطاعة العظيمة التي فضلها الله سبحانه وتعالى على سائر أيام العام .
ينبغي على المسلم أن يستفتح هذه العشر بتوبة نصوح إلى الله ، عز وجل ، ثم يستكثر من الأعمال الصالحة عموما، ثم تتأكد عنايته بالصيام و الإكثار من التكبير والتهليل و التحميد و التسبيح وأداء الحج والعمرة و الأضحية .
وقد اجتمع لعشر ذي الحجة من دواعي التفضيل الشيء الكثير..
فهذه الأيام من الأشهر الحرم التي عظمها الله تعالى وجعلها ديناً قيماً ، وتلك الأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب .
قال الله تعالى :-
" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلَق السماوات والأرض منها أربعة حرُم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم "
ومن معالم هذه العشر الأوائل من ذي الحجة يوم عرفة ، الذي يمثل الركن الأساسي في الحج ، فالحج عرفة ، فمن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج وعليه أن يقضيه في العام التالي ، وصيام يوم عرفة له فضل جزيل .
وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم :-
" صيام يوم عرفة أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التي قبلَه والسنة التي بعده" ، والمعنى أنه يكفر ذنوب صائمه في سنتين،
والمراد الصغائر ورفع الدرجات ، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة نصوح ، وأما حقوق العباد فتحتاج إلى رد الحقوق لأصحابها .
ولا يستحب صيام هذا اليوم للحاج لأنه مشغول بأداء المناسك ولكي لا يضعف عن أداء الطاعات المنوطة بالحج ، وبهذا يكون المسلمون جميعاً وقوفاً على باب الرحمة والمغفرة ، هذا بحجه وذاك بصومه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل يوم عرفة كما في صحيح مسلم :-
" ما من يوم أكثر من أن يعتِق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول :-
ما أراد هؤلاء ؟ " ،
والمراد بالدنو هنا دنو الرحمة والكرامة لا دنو المسافة ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وقد يتساءل البعض ويقول :-
أيهما أفضل هذه العشر الأوائل من ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان التي أحياها الرسول عليه الصلاة والسلام و أيقظ أهله فيها وجد وشد المئزر ؟ والجواب :-
أن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان ، لأن في الأولى يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر ، ويوم عرفة ويوم التروية وهي أيام مباركة ، وأن ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة لأن في الأولى ليلة القدر ، وهي خير من ألف شهر ، أي أن التفضيل في عشر ذي الحجة باعتبار الأيام ، وفي عشر رمضان باعتبار الليالي .
فما أحرانا أن نستقبل هذه المناسبات الكريمة بالتوبة الصادقة والاستقامة على الحق والاعتصام بحبل الله القوي المتين .
ثالثا :-
نفحات وبركاته العشر الأوائل من ذي الحجة :-
اليوم الأول :-
قد غفر الله سبحانه وتعالى لسيدنا آدم وفي هذا اليوم يستحب الصوم لغفران الذنوب مع الإكثار في الدعاء .
اليوم الثاني :-
قد استجاب الله سبحانه و تعالى ليوسف عليه السلام وفضل الصوم لهذا اليوم وهو كأنه قام بطاعة الله وعبادته عام بدون ذنوب .
اليوم الثالث :-
قد استجاب الله سبحانه وتعالى لزكريا عليه السلام ويتم قبول الدعاء في مثل هذا اليوم .
اليوم الرابع :-
قد تمت ولادة سيدنا عيسى عليه السلام وفضل صوم هذا اليوم وهو إزاحة وابعاد الفقر و الحزن بالإضافة إلى الحشر مع المؤمنين والسفارة الكرام .
اليوم الخامس :-
قد تمت ولادة سيدنا موسى وفضل صوم هذا اليوم هو إبعاده عن عذاب القبر وتنقية روحه من النفاق .
اليوم السادس :-
قد فتح الله عز وجل لنبينا محمد أبواب الخير وفضل صيام المسلمين لهذا اليوم هو الدخول في رحمة الله ولن يمسه العذاب بمشيئة الله .
اليوم السابع :-
تم إغلاق جميع أبواب جهنم وفضل صيام هذا اليوم هو إغلاق حوالي ٣٠ باب من العسر وفتح ٣٠ باب من الفرج والتي يسير على الصائمين .
اليوم الثامن :-
الذي يعرف بأسم يوم التروية حيث يتخذ المسلمين في صيامه المزيد من الثواب والأجر العظيم .
اليوم التاسع :-
المعروف بيوم عرفة وفضل صيامه هو غفران الله عز وجل لذنوبه لعام مضى وعام قادم .
رابعا :-
أعمال مستحبة :-
أولها :-
كثرة الذكر، حيث يستحب الإكثار من الذكر خاصة في العشر من ذي الحجة، ويكون في سائر الشهر أيضا، لقول الله تعالى: -
"وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ
مَعْلُومَاتٍ "
الآية ٢٨ من سورة الحج .
ثانيها:-
التهليل والتكبير والتحميد ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :-
" مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ "
رواه الإمام أحمد .
ثالثها :-
الصوم ، ويسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر
و الإثنين من الشهر والخميس ، فيما رواه أبو داود .
رابعها :-
أنه يستحب لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره .
خامسها :-
صيام يوم عرفة ، حيث قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم :-
" صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ "
رواه مسلم.
علينا دائماً :-
أن نجتهد في العبادة من صلاة وقراءة للقرآن، وذكر لله تعالى ، واستغفار ، وصلة رحم ، وغيرها .
وأوكد هذه الأعمال الصيام فيها لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومها ، ففي سنن أبي داود وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ...
وفي مسند أحمد عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل:-
أريت صيام عرفة ؟
قال :-
احتسب عند الله أن يكفر السنة الماضية والباقية .
ومما وجه إليه الإسلام من آداب في هذه العشر أن من عزم على أن يضحي كره له حلق شيء من شعره أو تقليم أظافره لما روى مسلم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :-
" إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره " .
والإكثار من التحميد والتهليل والتكبير
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر .
والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى .
ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة .
قال الله تعالى:-
" ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام "
(الحج/٢٨).
والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما:-
(الأيام المعلومات:-
و أيام العشر)
دعا الرسول محمد كافة المسلمين إلى صيام العشر من ذي الحجة مع زيادة تعبد الله تعالى وتقوية العلاقة معه ، وكان عليه الصلاة والسلام يجتهد في زيادة العبادات بالصيام والذكر والاستغفار .
خامسا :-
الدعاء :-
من العبادات التي جعل الله تعالى لها أهمية كبرى في حياة المسلم ، لما لها من أثر كبير في الدنيا بدفع البلاء ورفع المصائب ، وفي الآخرة من أجر كبير وثواب جزيل ، ولذلك نرى أن النصوص القرآنية قد أمرت بها وحثت عليها ، بل جاء التخويف من تركها و الإعراض عنها ، قال تعالى:-
"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم دارين"
[غافر: ٦٠].
وهكذا نجد في القرآن الحث والحض على ذلك في آيات كثيرة .
" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "
[البقرة: ١٨٦] ،
وقال تعالى :-
" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون"
[النمل: ٦٢].
وقال تعالى :-
"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"
[الكهف: ٢٨].
هيا بنا ندعوا الله في أفضل أيام الدنيا .
🤲اللهم🤲
إني أعوذ بِك من العجز ، والكسل، والجبن، والهرم ، والبخل ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وضلع الدين، وغلبة الرجال .
اللهم نور قلبي وقبري وأعذني من الشر كله واجمع لي الخير كله أستودعك ديني وأمانتي وقلبي وبدني وخواتيم عملي وجميع ما أنعمت به علي وعلى جميع أحبائي والمسلمين أجمعين .
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار .
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم .
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا مريضا إلا شفيته ، ولا مبتلى إلا عافيته ، ولا ضالا إلا هديته ، ولا غائبا إلا رددته ، ولا مظلوما إلا نصرته ، ولا أسيرا إلا فككته، ولا ميتا إلا رحمته ، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضى إلا قضيتها ويسرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أمين يارب العالمين وصلاة وسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته كلما ذكره الذاكرين وغفل عن ذكره الغافلين.
🤲اللهم أمين 🤲
هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم.