كلما نظر إلى البحر وتأمل في معانيه جالت بنفسه الخواطر ورأى أجمل ما فيه ، في تتابع أمواجه موجة تلو الأخرى لا تفترق موجاته عن بعضها وقوتها في قربها وتتابعها ، ويبعث هذا في نفسه معني الحب والسند ، كلما صفا ماء البحر وراق ذكره بقلبها الناصع وضحكاتها الصافية ،
حينما يهب النسيم البارد في لحظات الغروب تأخذه إلى نسمات روحها التى تنبعث على هيئة كلمات في ساعة رضا ،
في ساعات الغروب
وكأن البحر يحتضن الشمس بين جوانحه
فينبعث في النفس الهدوء والأمان ، السكينة والاطمئنان ، يعلن الغروب عن إنتهاء يوم وقدوم الليل حيث يسكن كل حبيب إلى حبيبه ،
وهو هو البحر إذا نظر إليه آخر وتأمل أمواجه المتدافعة وكأنما تسابق إحداها الأخرى وتعلو عليها
وتضرب بكل قوة
في كل ضربة لموجاته تأخذ من شاطئه هنا بيتا من الرمال بناه احدهم ، هناك تمحو قلبا رسم بالمحار ،
في زاوية أخرى رسالة خطت علي الشاطئ محتها الأمواج ،
تضرب الأمواج وتاخذ كل ذلك وتلقي به في فم البحر الذي لا يشبع ،
فيصير الشاطئ كالصريم
وماء البحر الصافي يتعكر فتعرض عنه العيون ،
حتي إذا ما جاءت لحظات الغروب رأيت البحر وكأنه يبتلع الشمس ويخفي النور ويجعل القلوب يغزوها الخوف بعد أن كانت آمنة مطمئنة بنور الصباح .
البحر هو البحر والموج هو الموج
ولكن شتان ما بين نظرة هذا وذاك ،
لكل منهما عين تنظر وقلب يشعر وعقل يفكر ولكن نظرة هذا
وفكره وشعوره أبعد ما يكون عن نظرة الآخر فسبحان من جعل الاختلاف سنة من سننه في كونه .
سعيد صلاح محمد
15 يوليو 2025
مصر 🇪🇬
