ما بك يا قلبي؟
تتململ في أعماقي،
وتئن بين ضلوعي المتألمة؟
دموعك تتقاطر،
وآهاتك لا تنقطع،
ونداؤك يتهادى في سكينة الليل،
ثم يتلاشى رويدًا رويدًا… ويموت؟
وأنت ما تزال في عذابك الأبدي…
تعال يا قلبي،
تعال إلى الجنائن المبتسمة،
إلى ورودها ورياحينها،
وتمرّغ في نداها العذب.
اشرب من كأس الزنبق عذوبة الحياة،
فابتسامات الفل تنعش روحك،
وخفقات البنفسج ودوار الشمس
سريعة، مضطربة، كخفقاتك.
تعال،
فلعلّك تجد بين أغراسها
من يشاطرك هذه الدموع،
وتلمح فيها خيال من تحب،
وذكرى من تهوى…
متى ينتهي هذا النزاع الطويل؟
ومتى أرى بسمة الأمل
تزدهر على ثغرك المرتجف من الأوجاع؟
قم، انهض!
فنفحات الربيع تمشي على الطرقات،
وفي الأودية والروابي،
إلى البساتين والمروج،
والمطاعم والمقاهي،
وعلى الأثير أنشدت نشيدها السنوي،
وعانقت النرجس،
وحملت كل العطور،
ودغدغت بها أهلك وناسك،
وصدر التلة الذي كان يستهويك…
الطبيعة تفتح أكمامها يا فؤادي،
وتصغي إلى همسك الخفي،
المتقطع السمع…
فهي تناديك.
ثواني الحياة معدودة يا قلبي،
وظلّ السعادة يتباعد مع نور الحقيقة.
استيقظ من مخدّرات العذاب،
وطر على هينمات النسيم،
وانشد مع الفجر التهاليل،
ومع المساء الأمل.
أراك منفردًا، منزوِيًا…
قل لي يا قلبي،
هل هجرك حبيبك؟
وسار يسأل عن قلبٍ
أكثر إخلاصًا منك؟!
فتململ قلبي إذ ذاك،
واشتدّ خفقانه،
وقال:
نزاعي لن ينتهي،
وأوجاعي لن تزول،
فحبيبي رحل… ولن يعود!
إبراهيم العمر .