dimanche 6 juillet 2025

بقلم: جُبـــران العشملي

❖ في حضرة الموت الأبيض ❖
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوباءُ لا يقتلُ وحده،
بل تمتدُّ يدُ الفسادِ من تحتِ المعاطفِ البيضاء،
تَسحبُ آخرَ أنفاسِ الفقراء،
وتبيعُ المحلولَ بدمِ القلب.

في دهاليزِ الصحةِ الميتة،
كلُّ شيءٍ يُشترى… إلّا الرحمة.
السريرُ يُؤجَّر،
والألمُ يُفهرس،
والشهادةُ تُوقَّعُ على دفاترِ العجز.

تتقيأُ المستشفياتُ صمتًا،
وتئنُّ الجدرانُ من ثقلِ العيون المُنتظِرة،
وأمٌّ على عتبةِ الطوارئ
تمدُّ يديها لا للدواء…
بل لضميرٍ ما زال يتنفّس!

تصرخُ ولا يسمعها أحد:
"ابني يحتضر… أعطوه أكسجينًا فقط!"
لكن الهواءَ ليس مجّانًا،
والأنفاسُ مرهونةٌ بفاتورةٍ مكتوبةٍ بالبرد.

الطبيبُ يمرُّ ولا يرى،
والممرضةُ تُغلقُ البابَ بأناقةٍ إداريّة،
وكأنّ الرجاءَ جريمة،
وكأنّ الموتَ حقٌّ حصريٌّ على من لا يملك الثمن.

هنا،
الأم تموتُ قبل ولدها،
والحياةُ تُختصرُ في وصلِ الفاتورة.
هنا،
الدواءُ ترف،
والموتُ نظامٌ مُعترفٌ به في لائحةِ الوزارة.

✒ بقلم: جُبـــران العشملي

سلطان فؤاد

كان أبي تاجر أحزان يعلقنا كل صباح بكلاليبٍ أمام دكانه فنتدلى أنا وإخوتي امام الناس كما الخرفان بضاعته مزجاة، كاسدة وفي آخر النهار يجمع غلته ...