أتَحَدَّث وتِلك مَلامحي تبوح
بكِبريائي فتروي تاريخ مَجدي
وذا الدَّهر شَاهد يَرقب شُموخي
وصَولاته تؤازر صَولات سُهدي
وذا النيل يُعدِد ويُمجِد صُمودي
والفناء نَصيب من يُريد التَعدي
وبُناة الأهرام مُلوك وتيجان مَجد
وإنني عَنهم أذود بثبات رُشدي
والتاريخ فجره في خيالي يَجري
فمن له أجداد وأمجاد مثل مَجدي
فكم مَرَّ بي مِنْ غُزاة ومن العذاب
تَجرعوا وذا جزاء مَنْ اراد التَعدي
والشمس لها شُروق يَتَزاور بوجهي
فأنا الحَارس وَهيبتي تبرق برعدي
ومُكاء الأحداث بتَاريخي يَتَفوَّح
ويَشهد بالحق على صَنائِع جُهدي
وأنا الذي أجول في صَولات فجري
وأنا الذي للأعداء أكون التحدي
وأقف للحَضارة وأنا لها أيقونة الأبد
وأنا الوِثاق وأنا القَيد وكيدي يردي
وبَينَ زِراعيَّ التاريخ لأسراره يفشي
ومِنْ وسَامتي يَزدان ويَذكر عَهدي
وَعبْرَ العُصُور أحرُس تيجان الفجر
وأجعل الغُروب صديق خُلدي
فتركض العصور أمامي والأقدام
تَبصُم رِمَالي وتَجوب حَنايا وجدي
فتلِك عَظمة بِلادي ويَقف الخُلود
يُبجِلها والتاريخ يُقدِسها بمَجدي