dimanche 10 août 2025

🖋 الأستاذ عبد الفتاح حموده

الخائنه
من يرى الأستاذ عمر لايصدق أنه الذى كان يهاب مواجهته الصغير والكبيرعندما كان مديرأً لمصلحة البريد.. الرجل تغير تماما بعد زواجه الثانى من السيدة عزيزة فقد ضعفت قواه ولم يعد قادرا على مواجهتها رغم مايصل إليه من أخبارها سواء من خطابات من مجهول أو مكالمات هاتفية من فاعل خير أو حتى مواجهة مباشرة من بعض الجيران عما تفعله زوجته وعلاقتها المشبوهه برجل يقيم بالقرب من البيت.
على الرغم مما قيل له عن زوجته فأنه لم يصدق أو لعله لايريد ذلك مطلقا ولم يجد سوى أن يسعى جاهدا للتأكد بنفسه فتخفى سرا ونزل ورائها وتتبع خطواتها وشاهدها بالفعل وهى تركب سياره الرجل الذى تحدث عنه الناس..
وبات بجوارها يفكر فى أمرها.. لم ينم منذ أن عرف حقيقتها و جدها تنهض من الفراش فى ساعه متأخره من الليل فمشى وراءها ببطء شديد وسمع حديثها مع عشيقها عبارات الهيام والشوق والتأكيد على موعد الغد-كالمعتاد-فى نفس الموعد.. وفى نفس المكان. عاد لفراشه قبلها يتظاهر بالنوم ويفكر فى أمرها فقد أنتشلها من الفقر وقله الشئ فى الوقت ألذى طردتها فيه صاحبه المنزل الذى كانت تقيم فيه لتأخرها في دفع قيمة إيجار الشقه لبضعة أشهر.
فكر الرجل فيما يفعله معها مع هذه المرأه.. وهو فى حيره ما الذى جناه لتفعل ذلك.. كان الأولى لها أن تحرص على علاقتها به كزوج وفر لها كل سبل الراحه والسعاده بعد الحياة القاسيه التى كانت تعصف بها رياح الفقر والعدم..!
يعرف تماما أنه اذا واجهها بما تفعله فأنها بلاشك سوف تتهمه بأنه لم يعد يرى ولا يسمع بوضوح.. وأنها ليست التي رآها وأنها كانت تزور أمها المريضه وسوف تبادر برفع سماعة الهاتف لتتصل بأمها لتؤكد ما تقوله وتبطل إدانته لها.. والمكالمه الليلية كانت لإحدى صديقتها لتؤكد لها موعدا لشراء بعض الأشياء ولن تكف عن البكاء والصراخ طوال اليوم فكيف يتهمها وهى البريئه الطاهره.
هى نست أو تناست أنه يعرفها من دون النساء عن ظهر قلب حركاتها.. رائحتها.. طريقة سيرها.. عطرها.. ملابسها.. الخ فكيف تزعم أنها ليست التى رآها..!
الرجل تزوج منها أملا فى أن ينعم بالسعاده التى يفتقر إليها طوال حياته منذ الصغر حتى الوقت الذى تزوج فيه منها. ومن أين تأتيه السعاده وقد تزوج من أمرأة دمرت حياته ولم يعد يرغب فى العيش معها لحظه واحده ولايطيق النظر إليها من جراء خيانتها له.
أنه يعرف تماما ويعترف أنه المخطئ فقد أعطاها السكين الذى طعنته به وأفقدته المعنى الحقيقى للحياه فعاش كالحى الميت.
فكر الرجل طويلا ورأى أنه لابد أن يستجمع قواه ويلَم أشلاء نفسه ولا يبال بما يحدث له إذا تخلص منها حتى لو كانت نهايته حول حبل المشنقة
ولما وجد الرجل نفسه أمام حبل المشنقة نهض من نومه فزعا يتصبب العرق منه بغزارة وهو يردد:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فسألته زوجته: ماذا بك يارجل..؟
اجابها:لاشئ... لاشىء.
مع تحياتى
 (عبد الفتاح حموده).

زمن العجايب وا الزمان تبدلات فيك الرياح ضاع الحق وكثرات فالدروب السماح الردي تعلى والزين ولى مباح والغدار كيدور وقلبو كلّو سلاح لبسات العار ...