إطلالة
ل عبادى عبدالباقى
مولد خير البرية:-
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ خُلِقتَ مبرأ مِن كُلِّ عَيبٍ كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ .
للشاعر :-
حسان بن ثابت
أولا :-
مولد رسول السلام :-
ولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام فجر الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول
الموافق
٢٢ من إبريل عام ٥١٧ ميلادي
٥٣ عام قبل الهجرة .
العام الشهير
بعام الفيل في دارِ عقيل بن أبي طالب.
قال لي شيخي يا ولدي :-
يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم
اتفق الفقهاء والمؤرخون القدماء والمحدثين أن الرسول صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين ،
وليس في يوم آخر ،
ففيه ولد صلى الله عليه وسلم، وفيه بعث .
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال :-
(سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟
قَالَ :-
ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -)
رواه مسلم (١١٦٢) .
ثانيا :-
أحداث ليلة مولد النبي :-
أولها :-
ارتج إِيوان كسرى .
ثانيها :-
سقطت أَربع عشرة شرفة من إيوان كسرى .
ثالثها :-
خمدت النار التي كان يعبدها المجوس .
التى لم تخمد منذ ألف سنة .
رابعها :-
غاصت بحيرة ساوة أي جف ماؤها .
و انهدمت المعابد التي كانت حول بحيرة ساوة .
قال لي شيخي يا ولدي :-
ظهور نور من بيت آمنة بنت وهب والدة الرسول عند ولادته، وخروج نور من فرجها أضاء قصور الشام .
طلع نجم أحمد الذي ولد به.
ثالثا :-
نسبه : -
ينتسب عليه الصلاة والسلام
إلى بني هاشم الذين كانت لهم المكانة والشرف بين قبائل مكة ، فقد كانوا المسؤولين عن رفادة الحجاج .
رابعا :-
حياته قبل البعثة :-
كانت حياة النبي عليه الصلاة والسلام قبل أن يبعث حياة نقية بعيدة عن مظاهر الشرك والضلال التي كان يعيشها غالبية الناس حينئذ ،
ولا غرابة في ذلك فقد شاءت أقدار الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الإنسان رسول العالمين وخاتم النبيين .
قال لي شيخي يا ولدي:-
أبرز مظاهر حياة هذا النبي العظيم منذ ولادته إلى حين بعثته ؟
أولها :-
نشأته :-
نشأ النبي عليه الصلاة والسلام يتيما ؛
فقد توفي والده وهو ما يزال في بطن أمه جنينا ،
وعندما خرج هذا المولود الطاهر إلى الحياة الدنيا وكعادة أشراف مكة حينئذ ،
كانوا يرسلون أبناءهم إلى البادية ارتأى عبد المطلب جد النبي عليه الصلاة والسلام أن يتخذ له مرضعة من البادية و يرسله معها ،
فكان نصيب السيدة حليمة السعدية أن تنال شرف إرضاع النبي عليه الصلاة والسلام فظل عندها في البداية في ديار بني سعد ما يقارب من خمسة أعوام ،
وفي يوم من الأيام وحينما كان عليه الصلاة والسلام يلعب مع الغلمان فإذا جبريل يأتيه بأمر الله تعالى فيصرعه ثم يقوم بشق صدره وإخراج قلبه ليخرج منه حظ الشيطان القليل ،
ثم يغسله في طست من ذهب بماء زمزم المبارك .
بعد هذه الحادثة خافت السيدة حليمة السعدية على النبي محمد عليه الصلاة والسلام فارجعته إلى أمه ، وعند أمه بقي عليه الصلاة والسلام ما يقارب سنة ثم أرادت أن تذهب به لزيارة أخواله من بني النجار إلى يثرب ؛
حيث شاءت الأقدار أن
تتوفى آمنة أم النبي الكريم
قبل أن يصل إلى يثرب فعادت به حاضنته أم أيمن إلى مكة مرة أخرى .
عندما بلغ عليه الصلاة والسلام من العمر ثماني سنوات كفله عمه أبو طالب ؛ فبقي عنده فترة من الزمن كان خلالها مضرب المثل في الأخلاق و الخصال النبيلة، وفي شبابه كان ذا رأي سديد وحكمة بالغة ، وكان
يسمى بالصادق الأمين لصدقه وأمانته.
خامسا :-
زواجه من السيدة خديجة :-
قبل أن يبعث تزوج السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بعد أن رأت أمانته في إدارة أموالها و تجارتها .
سادسا:-
الإرهاصات :-
هي البشارات والأمور الخارقة للعادة التي يحدثها الله عز وجل للنبي؛ تبشيرا بنبوته قبل مجيئه و بعثته، فالأحداث العظيمة غالبا يسبقها من الإشارات ما يكون مؤذنا بقربها، وعلامة على وقوعها .
قال لي شيخي يا ولدي :-
لم تكن نبوة الأنبياء ، ولا رسالات الرسل عليهم جميعاً صلاة الله وسلامه من قبيل الوحي المفاجئ كما يتوهم البعض.
بل كانت بعد مقدمات من جانب الله تعالى تتعلق بالإنسان الذي سيختاره الله لنبوته ، أو لرسالته.
فتكون هذه المقدمات أمارات سابقة ، تدل الناس في حينها
يا ولدى :-
كانت هناك أمور سبقت بعثة النبي منها
الرؤيا الصادقة قبيل مبعثه ، حيث كان لا يرى رؤيا في ليله أو نهاره إلا جاءت مثل فلق الصبح.
فيروى عن عائشة رضي الله عنها أنه أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة حيث كان لا يرى رؤيا في نومه إلا جاءت مثل ما رأى كفلق الصبح .
سابعا :-
قبيل بعثة المصطفى :-
كانت إرهاصات النبوة بدأت تظهر على النبي صلى الله عليه وسلم مثل الرؤيا الصادقة.
وقد راح النبي صلى الله عليه وسلم يقسم أيامه بين داره و غاره .
إلى أن جاء اليوم الموعود يوم نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلا ، ويوافق ١٠ من شهر أغسطس سنة ٦١٠ م وكان عمره صلى الله عليه وسلم بالضبط أربعين سنة قمرية، وستة أشهر، و ١٢ يوما، وذلك نحو ٣٩ سنة شمسية وثلاثة أشهر و ١٢ يوما.