**********
يا زهرةً ما لامست نورَ الفجرِ
حتى جفاها دفءُ أمٍّ وارتحلْ
من يومها والأمنُ حلمٌ عابرٌ
ترجوهُ في بيتٍ وفي صحبٍ خجلْ
وتلوذُ في أركانِ مدرسةِ الأسى
أو حضنَ أختٍ كقلبٍ ما بخلْ
لكنها لم تفصح عن القلب الذي
خافَ الأبَ الصلبَ المهابَ وما سألْ
حتى إذا زانَ الشبابُ ملامحًا
وأتى خِطابُ الصالحاتِ لها عجلْ
قالت: هنا المأوى، هنا وعدُ الهنا
فإذا الأمانُ كسابقِ العمرِ رحلَ
والناسُ حولَ الحادثاتِ أدوارُهم
مجرّدُ مَشْهدِ مُبصرينَ من خَجَلْ
حتى غدت لا تنتظرْ منَ الغيرِ يدًا
تبني لها صرحًا ولا تُهملْ أملْ
في بيتِها والغرفُ تحنو حولَها
شُرفةٌ تُهدي الصَّباحَ إلى الأملْ
فنجانُ قهوتِها وصوتُ فيروزَ في
أفقٍ ندٍّ والكنارُ في الغُصنِ تسلّلْ
... ..