jeudi 28 août 2025

🖊 الأستاذ ابراهيم عثمان

من رواية لي

هذا انت !.. وهذه أنا !..

وهذه قصتك كما سمعتها..
مستعينا بحواسه الخمس وبطيور روحه المهاجرة في عرض البحر، وبعقله القابع بين تلافيف الذاكرة ومذاهب السلف ومدارس الخلف ، وببنيات اللغة والقصائد التي غزتها فئران بافلوف وأرغمتها على الأنسحاب الى الوراء.
هكذا كانت رياح التغيير تهب من الشمال الى الجنوب .. وهكذا كانت أمطار الأماسي الموؤودة تحمل رؤوسا نووية مسكونة بتواشيم الجفاف والتصحر والاجهاض .
 آه يا جرحي النازف من خيانة الأصدقاء.. أين أنا من دمائي المسكوبة في كوب نقش عليه اسمي واسم صفصافة غازلتها ذات مساء.
كنت عندما يشتد بي الحنين لرؤيتها ، الجأ الى صوت أبي الجبلي، عله يحس بوجعي، فيمنحني بركاته لتأليف أغنية 
أغرس فيها روحي وجراح شعب سكن هذه الروح.
تلك قصة أخرى ايها السادة ، ولا تسألوني كيف اكتشفت نسيجها اللغوي المتورم ذات مساء أغبش حزين .
كان جدي هذا الصوفي الذي اتحدت فيه صفات الأولين و الآخرين عندما يجن جنونه ويشتد حنينه الى صهيل الخيل المسومة، يسرج جواده الأبيض ، ويحمل ما يكفيه من الزاد لمدة شهرين.
وقبل أن يرحل عن الربوة المكللة بالزيتون وأشجار التين الشوكي يلتفت نحو زوجته كلثوم ليوصيها خيرا بأبنائه قائلا:
- إن نفذ الزاد يا امرأة فلا تبرحي البيت فخيري ينفذ ولا يفنى.
وذات صباح صيفي حار جاءت نساء الربوة يترجونها أن تذهب معهن ليلتقطن سنابل القمح ، فأصيبت في عينها اليمنى وعادت الى البيت عمياء.
اهتز الحي وراح كباره يتساءلون :
- ماذا حدث لهذه المسكينة يا نساء ؟ .. وماذا نقول للشيخ عندما يعود؟!
اقتربت منهم امراةوقالت بصوت نائح :
- لقد خالفت أوامر الشيخ فأصابتها ابرة من ابر السنابل ففقصت عينها.
هكذا أنا كلما تجمعت جراحي في كف يدي أتسلق أشجار التوت، بحثا عن ثعابين السبات الشتوي ،لعلني أقتص منها.

آه يا زمن الدجاج الصائم عن البيض .. ماذا لو منحتني دقيتين من الوقت الضائع ، لكي ألقنك فنون البيض خارج رحمك المسكون بالألم.
هذا أنا ...
وهذا تلميذ ابن رشد الأندلسي يمد لسانه نحو قطرات الماء المتدفق من بين الصخور الممتدة في عمق البحر، ليروي ظمأه في صمت .
 مندهشا من أصوات غريبة كانت تهاجمه من البر والبحر، تذكر أبجديات القصائد المرصعة بحلم امرأة جبلية اكتسبت لون عينيها من زرقة البحر ، وبشرتها الوردية من تضاريس الجبال الناهضة زانا وخروبا وسنديانا، واستعارت قواما نحت من زيت الزيتون وعسل السدر المصفى، ومن حلاوة البرتقال والسفرجل والتفاح والعنب وحب الملوك.

ابراهيم عثمان

شعرالحسن عباس مسعود

المولد النبويّ     🌺ا🌺ا🌺                               شعرالحسن عباس مسعود            🖊✏🖊✏🖊✏🖊✏ الــحُـسـن غــــرَّدَ والـجـمـال فـــر...