lundi 4 août 2025

د. عبدالرحيم جاموس

حَبْكُ الحكاية...!
نصٌ بقلم : د. عبد الرحيم جاموس

نُولدُ من ضوءٍ عنيدٍ...
نَصعَدُ من شقوقِ الحلمِ، 
لا نخشى انكسارَ الريح...
وفي يَدَينا قبسُ المعنى...
 ومفتاحُ الحكاية...
***
كان يشدو...
كعصفورٍ أطلَّ للتوِّ ...
 من قفصِ الغياب...
كان يُداعبُ الوقتَ ...
 بأطرافِ القصيدة،
كما ترقصُ فوقَ خديهِ ...
حروفُ الزمانِ إذا اشتعلَ الحلمُ،
 وانسكبَ العتاب...
***
كان يكتبُ بحبرٍ فريد،
من وريدٍ لا يذبلُ،
ولا يُهادنُ العذاب...
كان صوتُه يُشبهُ صوتي،
وصورتي المُعلَّقةُ ..
 على أعمدةِ السحاب،
تتماهى معه...
كأنهما ...
 توأمانِ في مرآةِ الغياب...
***
كان يقرأُ ...
في كتابٍ لا تُعاندُهُ الحروف،
ولا الكلمات...
يحتضنُها ...
 كما العصفورُ ...
 يضمُّ الغصنَ في ارتجافةِ المطر...
***
كان يتربعُ مقهى الثائرين،
يتحسسُ أمانَ أصابعه،
ويمسكُ القلمَ ...
 كما يُمسكُ المتيقّنُ نبضَه،
يتفرسُ وجوهَ الحالمين،
ويتلو آياتِ وجعهِ ...
 على الحاضرين،
بصمتٍ وأنين...
***
كان لا ييأسُ،
ولا يَبتئسُ من صخبِ العابرين،
ولا من الجالسين على الرصيف،
ثم ينفخُ زفيرهُ في وجهِ الظلام،
كأنّه يُشعلُ قنديلًا في ممرٍّ مُعتم...
***
كان يرسمُ وجهي...
 ووجه أبيه...
بلا تجاعيدِ الحياة،
ويمضي في سحابةٍ
من بياضِ السماء...
***
يُراودُ الغوايةَ عن سرِّها،
ويفكُّ لُغزَ القصيدة،
ويُكمِلُ حَبكَ الحكاية...
حين يُشبهني في الصلاة...
***
ثم يمحو الرسمَ ...
عن وجهِ السحاب،
يتركُ لي وجهي،
ويستأذن بالانصراف...
***
لكنني أعلمُ... 
أنَّ الحكايةَ لن تنتهي،
ما دام في الأرضِ ...
 مَن يُؤمنُ بالنور،
ويُمسكُ القلمَ ...
 كأنَّه سيفٌ من نبض...
ما دام في الذاكرةِ ظلالُ صلاة،
وفي الأرواحِ من يُكمِلُ الحَبْكَةَ ...
بالحبرِ والسكوتِ والصدى...
***
ستبقى الحكايةُ تُروى...
ما دام فينا مَن إذا غابَ،
تركَ ملامحهُ في جدارِ القصيدة...
وفي صدى ...
آخر سطرٍ لم يُكتبْ بعد...!

د. عبدالرحيم جاموس  
4/8/2025 م

في مرفأ وطني... خزنوا لنا قنابل الموت.. في اهراءات... وعتقوا لنا الشهادة.... لسنوات..وسنوات.. ونحن..من غباء..او طيبة .... نظن..انهم.. قمحا ل...