mercredi 13 août 2025

شاعر وزانسيان أحمد لخليفي

الصخور لا تبكي إلا في الليل

في ليلٍ أعمى،
يتدثّر بلحاف الغمام،
تزحف أشباهُ الطين قربَ الصخور،
نحو الأمام،
يرونها حصنًا حصينًا،
بعد أن نهشت ضلوعهم
أنيابُ الانتظار،

حتى صاروا أشدَّ صلابةً من الجوع،
وأكثرَ هشاشةً من حلم.
قبلوا وجه الصخر،
ومسحوا دمعاته
بأكمامٍ مشمَّرة،
وهرولوا إلى الغرق،
كعطشى يريدون نبضًا جديدًا،
ولو من فمِ البحر.

في الجيوب: رغيفُ أملٍ يابس،
وفي العيون: أمهاتٌ مكسورات،
وآباءٌ يخشون أن يعضّوا الكلمة
بأسنانٍ بلا خبز.

اقتربوا من الموج،
كعطشى يبتلعون السراب،
تخيّلوا الضفة الأخرى خبزًا… ودفئًا…
وبيوتًا لا يسكنها الفقر.

لكن البحر لا يوزّع النعيم،
البحر يفتح ذراعيه،
ليضمّهم إلى قاعٍ
لا جوع فيه…
ولا عمل…
ولا عودة.

هناك، تكلّم الصخر:
"الموجُ يلطمُني كلَّ يوم،
عرّى هامتي،
أضعف قوتي،
لكنني ما زلت واقفًا،
أتكئ على عصا تربتي،
فأنا منها، وهي مني".

ارتجف الطين كزلزال، وقال:
"وأنا…
تكفيني موجةٌ واحدة
لأختفي،
ولم يذكرني أحدٌ قط".

وحين هدأ الموج،
لم يبقَ على الشاطئ
سوى قناديل البحر…
تلمع،
كعيونٍ ما زالت تحدّق في الضفة الأخرى.

بقلم :
شاعر وزانسيان 
أحمد لخليفي 
 الوزاني 

جميع حقوق النشر محفوظة

(بقلم: عبدالكريم قاسم حامد)

✍️ غُربة نقود (بقلم: عبدالكريم قاسم حامد) 14/8/2025 غُربة نقود، ما تعوّض أيامٍ في عمري في عين حسود... فرح سلوتي وناري سواد الغراب في قمري وف...