ولأيِّ أرضٍ تعودُ؟
لَوَّحَتْكَ الشموسُ،
وذَبَحَتْكَ الوعودُ...
هل كنتَ تَمْشي إليهمْ
أم كنتَ تَهربُ مِنكَ؟
تَرجو ضميرًا ماتَ
في زمنٍ لا يَجودُ؟
كم مرَّةً قُلتَ: صبرًا؟
كم مرَّةً مُتَّ صمتًا؟
والرِّيحُ تَعصِفُ فيكَ،
وَسْطَ ضجيجِ الرُّعودِ...
كلُّ الدُّروبِ تَكلَّمَتْ،
لكنَّ القلبَ أَبكَمْ،
والنَّبضُ ما عادَ يَعرفُ
أينَ المفرُّ مِن هَوْلِ السُّدودِ؟
والظِّلُّ يَمشي خائفًا
بينَ انكساراتِ النَّهارْ،
والأمنياتُ، غُبارُها
مَلأَ العيونَ،
والظُّلمُ يسودُ...
تَمضي، كأنَّكَ ومضةٌ
في لَيلِ غربتِكَ الثَّقيلْ،
تَحبو على جمرِ الحياةِ،
تَبحثُ عن وطنٍ وحدودٍ،
هيَ الدُّنيا لهيبٌ،
ونارٌ، وأُخدودُ...
لكنْ، رغمَ السُّكونِ،
ورغمَ ما في القلبِ
مِن وَجعٍ،
يَبقى الرَّجاءُ
مُعلَّقًا بربِّ السَّماءِ،
الرَّحيمِ الودودِ...
رَبَّاهُ، إنَّ الأرضَ ضاقَتْ،
والمَنافي لا تَعودُ،
فَارزقْ خُطايَ يقينَها،
فالدُّنيا يَملؤُها الجُحودُ...
.............
---