jeudi 28 août 2025

بقلم الشاعرة عبير ال عبد الله 🇮🇶

أجنحة الرماد

أصغي إلى صمتي،
فأسمع ارتطام خطاي القديمة
على أرصفةٍ لم تعترف بي يومًا،
أرصفة كانت تبتلعني
كما يبتلع البحر صرخة غريق،
أرصفةٌ بلا ملامح
تركت على جلدي غبار الغياب.

أمدّ يدي إلى وجهي،
فأجده شظايا في مرايا الآخرين،
مرةً ينعكس غريبًا،
ومرةً ظلًّا هاربًا،
ومرةً قناعًا من ابتسامة لا تخصني،
فأصرخ: من أنا؟
لكن الصدى ينكسر
قبل أن يبلغ جدار الظلام،
ويعود إليّ ممزقًا
كأوراق خريف جُرّد من أشجاره.

أنا ابنة الريح،
ولدت في عين العاصفة،
أحمل صلابة الصخر
ورهافة الندى،
أعبر الدروب الشائكة،
و جذوري تنزف،
لكنني أنهض،
وأكتب اسمي بالنار
كي لا تبتلعني الظلال،
أزرع قدميّ في التراب
كجذع يرفض أن يُقتلع،
وأصرّ أن أكون
حتى لو انطفأ الكون حولي.

كل سهمٍ في صدري
يتحوّل نجمًا،
كل جرحٍ في روحي
يصير قصيدة من لهب،
كل قلقٍ ينهشني
يصير معبدًا أضيء فيه الشموع،
أنا التي تصنع من الألم وطنًا،
ومن الانكسار جسورًا،
ومن العتمة فضاءً يعجّ بالأنوار.

لا أبحث عن حبّ،
فالحب ظل يذوب عند أول فجر،
وأنا لا أريد ظلالًا،
أريد كينونة صلبة
تتوهّج في العراء،
أريد أن أجدني،
أن ألمس ملامحي بيدي،
أن أرى وجهي الحقيقي
وقد غسلته دموعي
حتى صفا من كل زيف.

أصنع من غلق الأبواب
نوافذ للريح،
ومن خيوط الجفاء
غزلًا للفجر،
ومن شظايا أحلامي
مملكة لا تهدمها السهام،
مملكة لا يطرقها الغزاة،
ولا تسكنها الأقنعة،
مملكة من صدق ووهج ودم،
حيث المرأة هي الأرض،
وهي السماء،
وهي البرق الذي يشق العتمة.

وحين يسقط البرج،
ويعود الصمت إلى نومه الطويل،
سأبقى شاهدة أنني كنت،
أنني صنعت نفسي من نفسي،
أنني حوّلت الرماد أجنحة،
والقيود أنهارًا،
وأنني صرت ملحمة
لا تنطفئ،
تُتلى على جدران الفجر،
وترتّلها الأجيال
حين تبحث عن المعنى.
بقلمي عبير ال عبد الله 🇮🇶

بقلم: عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي

ما الشعر؟! الشعر نبض مشاعر قد يأتيك بوداعة حمامة أو شراسة باشق كاسر و يسمع له خرير جدول أو هدير موج كاسر الشعر مرآة للأنا و للآخر  يستجلي...