------------------------
إلى التى كانت لى مأوى ووطن
و شربت من أنهار جسدها العسل
كم كنت سميرها و هى سميرى فى الحب و الغزل
و مضت ايامنا حولها و مرها بين الصعب و السهل
و أكرمنا الله من فضله الرزق والبنت والولد
ووافتنى المنية حين جاء الأجل
و هكذا هو حال الخلائق و كلنا راحل
و اعرف أنك ربطتى على قلبك من أجل ابنائنا فى صبر
و لكن كلماتك التى تناجى به نفسك ليلا تأجج مضجعى
و لا تتهمى ايام نجواك بالسواد و السهد والأرق
فهذا قدر الله كتبه علينا منذ الأمد
أن يفارق الخل خله فى موعد ليس بمؤجل
ما ذنبى و قد فارقتك أن أسمع قلبك يأن بالحزنى
رفقا بى و بمناجاتك بالحسرة والندم
لقد انقضى العهد بينى وبينك بانقضاء الأجل
أحرقت قلبك نار الهوى وانا منه منفصل
انى فى عالم الأرواح الذى ليس فيه كره ولا كمد
وأنتى مازلتى فى عالم الاشباح تحترقين بنار الشوق والهم
امتثلى لأمر الله بنفس راضية و عيشى ايام حياتك بدون الم
ان كنتى لا تريدين من يؤنس وحشتك بالحلال متسم
اغلقى باب الهوى فى قلبك بكل رضاء للقدر
و لا تهلكى نفسك فى المناجاة كل ليلة و الندم
لأن مناجاتك تأج مضجع رفاقى فى القبر
جددى حياتك بكل ما هو حل احله الله لكى
و عيشى مع رفيق لكى يبدد عليك وحشة الهجر
تسعدين معه و تكون حياتك اسعد مما كانت معى
و أعلنها صراحة بكل قوة وجلد
انى برىء مما تفعليه بفؤادك وروحك من الكدر
فلا تناجينى بعد الآن بكلام الشوق والهجر
القاهرة
5/8/2025