انطفاء
زهرة محمد الساهل
كغيمة سوداء تقطر فوق قلبي
كلما نزلت قطرة احترقت
كأنها سم زعاف
ينهيني شيئا فشيئا
صار خافقي رمادًا مشتعلًا
حزن يحيط بي أينما حللت
متاهة ألم بلا أبواب
أهرول كالمجانين
أبحث عن الخلاص
ولا منجى لا مفر
لا ملجأ لا سند ولا ظهر
أضع فوقه كتفي
لعلّي أتنفس هواء
بدل الدخان الذي يطاردني في كل مكان
كأنني تائهة في صحراء
لا ظل ولا ماء
أرض جرداء جفت من كل شيء
هجرها المطر
ما زارها الشتاء منذ سنين
أبحث عن نفسي
ترى أين أضعتها
يسود الظلام
تتشابه الأيام
ثم يأتي الصقيع
لا ورود لا ربيع
غبار يتطاير كأن الأرض تمردت
غيوم سوداء كأن السماء حزنت
قلوب امتلأت سوادًا
كأنها في حداد
على إنسانية تلاشت
وضعت تحت التراب
إنسانية بكت عليها الأرض
السماء والسحاب
زهرة محمد الساهل