شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد
بريقنا كان في الخمسين مكتملاً وقال من قال
في الخمسين قد بدأ
ياللغزالة نوّرت الزمان وقد أنرت شطراً
وشطراً ظلّ مختبئا
وذلك اليوم
من تلك السنين التي بخاطري
طيفه مازال ممتلئا
ياحب ياحبها كحلاً لباصرتي وغُنوَةً بفمي مذاقها كمأ ( 1 )
الحب فتّح اوراداً مياسِمُها صفاءُ ألوانها من قبل ماطرأ
المفردات كبنتٍ للقصيد فإن تهتكت لم يعد للشعر مُتَكأ
أنا بغمرة افراحي وعالمها المُحاط بالشك والأشواك حيث رأى
أعيذني بقراءاتي وحوقلتي من العيون وشرٍ فجأةً فجأ ( 2 )
حبيبتي ياأعز الناس
يارحماً حلواً
وياآصراً من طينتي نشأ
العمر حفنة ساعاتٍ مدلّلةٍ كالحلمٍ نعبره جماً ومجتزأ
لك المحبّات أجنيها وأمنحها عفواً وعن خاطرٍ
وحقِ من برأ ( 3 )
خواطري
أكثر من ذكرى معطّرةٍ وروحنا كفضاءٍ بعد ما هدا
كالبحر يكرج أحيانآ على مَهَلٍ
وتارةً كبراكين الذي صبأ
كذا المشاعر والآمال أجمعُها سرديةٌ
بعضها قد يحمل الخطأ
وفي عيونك سحرٌ قلّ ناظره بين المدائن
ياعصفورتي وَمَأ ( 4 )
سَقِّي الشرايين َ ( 5 )
سَقِّينِي
ففي كبدي حَرٌ يفوق لهيب الصيف مافتِأ
أسعى لربط خطوطٍ من ملامحنا غبّ المشاش ( 6 )
عسى نُعيد ما اهترأ
يامرحباً بلهيبٍ كان بوصلتي وأنت بلقيس في امجادها سَبَأ
نُحوّل العتم عتم الليل فاتحةً وفرحةً تتهادى بيننا ورُؤى
قميصنا ليس يبلى
شبه ملحمةٍ من المواقف يروي بعضها الظمأ
أميل ُمنجذباً والقلب أجمعه إليك في دِعَةٍ قد فرّ أو لجأ
فحرِضِيني وتيهي رِقةً وغِوِى فأشتهي ولعاً يزيدنِي حمأ
هواك شلحة انغامٌ على شفتي ففي السراج رسيسٌ بعد ما انطفأ
بِثي بشرفة أيامي
وذاكرتي
مايسعد البال أو مايمسح الصدأ
------------
شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد
الكمأ : فطر رباني بري ينمو تحت الأرض غني بالبروتين
الحوقلة : اختصار لعبارة لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
برأ : الإبداع في الخلق
وَمَأ : بمعنى أشار
سقّي الشرايين : بمعنى ترتطيب النفس والأحاسيس بالمشاعر الوجدانية
المشاش : النفس