كان يا ما كان
في سالف العصر والزمان
شاعر فقير متيم ولهان
يعشق الأميرة بنت السلطان
كان شاعرنا من أشهر الفرسان
قصائده في الغزل تبهر الحسان
وقوافيه تتردد على كل لسان
كانت الجميلة فاتنة تبهر الفتيان
ممشوقة القد تسكن في الأذهان
تحب شاعرنا وتذوب في الأوزان
تحلم به وتتخيله فارس الفرسان
وأبوها السلطان فظ شديد العنان
لاتطربه حكايات العشق والهذيان
اختار لابنته عريسا غنيا من خرسان
ابن حاكم المدائن أقوى الفرسان
بلغ الخبر شاعرنا فبات حيران
جهز نفسه وأطلق لفرسه العنان
وصل القصر حيث الحراس حيطان
دخل القاعة بعد إلحاح واستئذان
طلب يد الأميرة وهو خجلان
انتفض في وجهه السلطان وكله هيجان
قال :" اقتلوه الآن واحضروا السجان"
"اشنقوه لكي يكون عبرة للعيان "
"فابنتي لايتزوجها سوى هازم الفرسان"
توسلت الأميرة وهي تبكي السلطان
قالت : " لن أتزوج غيره ياأبتي في الأكوان"
"أعشقه وحبه كالدم يسري في الأبدان"
قرر الحاكم أن يزوجها قوي البنيان
من يروض السيوف ويصون الغمدان
قاهر الفرسان الهمام ابن الشجعان
خاض شاعرنا النزال وهزم كبير الشبان
تزوج الشاعر والأميرة وتحقق البرهان
وعاشا حياة ملؤها الحب والحنان
انتصر العشق وهزم الكيد والخذلان