mercredi 16 juillet 2025

هُويتي... في مهبّ الرماد

✍️ جبران العشملي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشتعلُ خلفي بيتُ الطفولة،
تتراقصُ الذكرياتُ في لهيبه كفراشاتٍ خائفة،
تُحلّق نحو النور... لا تدري أنه نارُ النهاية.

وأمامي وطنٌ يُشيحُ بوجهه عني،
كأنني فقرةٌ ساقطةٌ من نشيده،
كأن الهواءَ نفسهُ لا يمرُّ بي،
كأنني خيالٌ لا ظلّ له في النهار.

كلُّ الجهاتِ ضدي،
وكلُّ الأصواتِ نُطقت بنبرةٍ لا تُشبهني،
حتى أحلامي أصبحت تُفتّش عن وطنٍ أصغر،
يقبل بي مواطنًا... ولو في الهامش.

أحملُ وجعي كقافلةٍ من أحجارٍ نَطَقَتْ،
كأن كلّ حجرٍ فيها يشهدُ أنني عبرتُ هذه الأرض... بلا أثر،
وأربطه إلى ظهري بخيطٍ من صبرٍ تُعَرّيه الريح،
وأمشي على دروبٍ لا تحفظُ اسمي،
كأن الأرضَ أنكرَتْ ملامحي،
وكأن المطرَ... لا يُجيدُ الهبوط على الوجع.

قلبي ليس حاويةً للنسيان،
بل مدينةٌ تقطعت فيها الكهرباءُ والذاكرة،
يُقيمُ فيها الحنينُ كلاجئٍ مؤقت،
ويخطُّ فيها الحزنُ شعاراته
بأظافره... على جدرانٍ منهكة.

أنا المنفيُّ في بيته،
الغريبُ في صورته،
المواطنُ بالأقساط،
النازحُ من سطرٍ غير مكتمل
في نشيدٍ لا أستطيعُ تَرنيمه.

ومع ذلك…
أكتب اسمي على جدارٍ لم يسقط بعد،
وأزرعُ نَفَسي في هواءٍ لا يريدني،
لعلّ الريح... تخون الوطن ذات يوم وتمنحني اسمي.

🖋 الشاعر إبراهيم العمر

بين خفقات البنفسج ودموع القلب.- ٥٦ ما بك يا قلبي؟ تتململ في أعماقي، وتئن بين ضلوعي المتألمة؟ دموعك تتقاطر، وآهاتك لا تنقطع، ونداؤك يتهادى في...