أبصرتُ نورًا شقَّ عتمةَ خافقي
ففاضَ كياني بالودادِ، يعْشِقِ
نثرتُ رجائي في عيونِكَ داعيًا
فَجُنَّ اشتياقي في الحنايا يُخافقِ
صَببتُ حنيني، ذابَ قلبيَ نشوةً
فمن ذا الذي غيري بحبّكَ يعشقِ
شهدتُ وجوهاً لا لِغيرِكَ خضعتُ
كأنَّ الهوى من سحرِ روحكَ يبرقِ
فانزاحَ ليلُ اليأسِ فجرًا ونضرةً
ودمعُ غرامي نحو قربِكَ يُسْبَقِ
أرجعتُ صمتًا كانَ قيدًا يُكَبّلُ
كأنَّ عتابَ الكونِ في الصدرِ يُخْنَقِ
فكيفَ يهدأُ جمرُ شوقيَ والحشا
أنهارُ عشقٍ بالمواويلِ تُدْفَقِ
ضَمَمْتُ بيمنايَ لَهيبَكَ مُغْرَمًا
وما زالَ قلبي في هواكَ يُرفرِفِ
فأنتَ الأماني، مُدَّ كفَّيكَ لي الرضا
فلستُ بغيرِ الوجدِ حبًّا لأعزِفِ
تَغَطَّتْ عيوني في بحارِكَ مُتعةً
وعُلّقتُ بالوَجهِ الذي باتَ يأسِرُني فله أخضع
سَقينا رحيقَ الشَّوقِ من ثغرٍ مُنيتىً
فذابَ كيانٌ من لهيبٍ قلبي يُذَوّبُني
وغدوتُ صَبًّا في هيامِكَ هائمًا
فَجُدْ لي بنيرانِ الغرامِ تُعَذِّبُني
سألقي بروحي في جحيمِكَ ساجدًا
أموتُ وأحيا، والمنايا تُحَيّيني.