dimanche 7 septembre 2025

بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد

تحولات العاشق ٠٠ !! 
الشاعر والناقد والأكاديمي و المفكر المعمر [ أدونيس / ١٩٣٠ م - ]
بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠
" هربت مدينتنا
 فركضت استجلي مسالكها
فنظرت لم المح سوى الأفقي
ورأيت أنا الغائبين غداً 
والعائدين غداً
جسداً أُمزقه على ورقي ٠٠" ٠
-----
" رافقتكِ إلى المدرسة
سرقتْ خطواتنا أجراس العتبة
جلستُ إلى يساركِ في الصف
نمتُ بين أهدابكِ وما رأيتك
ثيابكِ الأقاليم والفصول دربكِ إلي ٠٠ "
٠٠٠٠٠
و أدونيس شاعر معمر مهاجر ، فقد ناهز من العمر قرابة ٩٥ عاما ، و مازال يعيش الشاعر السوري اللبناني أدونيس حاليًا في باريس، فرنسا، حيث استقر فيها منذ عام 1975.  
و قد كتبت عنه من قبل عدة دراسات و مدى تأثر الحداثة بمنهجه لغة و تعبيرا في توظيف أدواته داخل عملية الإبداع الفني هكذا ٠٠
و ها هو الشاعر العاشق أدونيس يغرق بين أهداب الصوفية حيث يوظف المفردات في دائر الحب و يترنم بين الجسد و الروح في ثنائية تكشف مسار هالات الجمال بمثابة ومضات و مقاطع تختصر المشهد في تجليات تجربته في إطار الحكمة و الفلسفة و استدعاء الرمز في تداخل طبيعي ، و الذي يخلد عبقرية النص و رغبة وجودية نلمحها في خطابه الصوفي الشعري مع حالة إشراقية و إسرافية معا ٠
و يظل يعزف صوب المجهول لعل صدى المطلق يتصدع لحنا شهيا ٠
و مغامرات الحب و مقامات العشق في فواصل و مقاطع تعكس ملامح رؤيته في ملحمة تدور حول التأملات بين مسافات القهر و الغربة و الشعور بالانفلات و بالانفصال يبحث كفيلسوف متعب من البحث حول الحقيقة من جديد شاعر متيم يغازل المرأة كحلم فارس قديم ، و كغواص ليل يجهل الشاطىء فينتظر الصباح عند ظلال متوالياته في دهشة و كبرياء ٠٠

أليس هو القائل :
كتبتكِ على شفتيَّ وأصابعي
حفرتكِ على جبيني ونوَّعتُ الحرف والتهجيةَ
وأكثرتُ القراءات
أيتها المرأة المكتوبة بقلم العاشق
سيري حيث تشائين بين أطرافي ٠٠
= نبذة عنه :
وُلد الشاعر والناقد والأكاديمي 
علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار ( أدونيس) قي عام 1930م ٠ و هو مفكر سوري - لبناني - فرنسي، ولد في قرية قصابين التابعة لمدينة جبلة في سوريا. تبنّى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948. 
نال الجنسية اللبنانية مع أسرته في العام 1963. 

= مع ثورة أدونيس الشاعرية :
نعم لقد قاد أدونيس ثورة حداثية في النصف الثاني من القرن العشرين، «حيث كان له تأثير زلزالي» على الشعر العربي يمكن مقارنته بشعر تي إس إليوت في العالم الناطق بالإنجليزية.
 ويعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل. فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج قط عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية. 

* من مؤلفاته :
تشمل منشورات أدونيس عشرين مجلداً شعرياً وثلاثة عشر مجلداً في النقد. له عشرات الكتب المترجمة إلى العربية تشمل شعر سان جون بيرس وإيف بونفوا، وأول ترجمة عربية كاملة لكتاب أوفيد «التحولات» (2002). 
تم طبع مختاراته متعددة المجلدات من الشعر العربي (ديوان الشعر العربي)، والتي تغطي ما يقرب من ألفي عام من الشعر، أكثر من مرة منذ نشرها في العام 1964.
يعد أدونيس منافسا دائما لجائزة نوبل في الأدب، ووُصف أدونيس من قبل البعض بأنه أعظم شاعر حي في العالم العربي. 

* مختارات من شعره :
مع قصيدة بعنوان ( أول الشعر ) كتبها أدونيس عام ١٩٧٩ م ، و من ثم يطوف بنا منذ التهجي و الصمت بحروف العشق في صومعة العاشق المتبتل بين شاطىء المجهول المهجور يرسم لنا لوحاته الفنية ببراءة الطفولة و يمضي يحصد من رحلة العمر قصيدته صدى للحياة حيث يقول فيها :
أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى
والآخرون بعضهم يظنّك النّداءَ
بعضهم يظنّك الصّدى.
أجمل ما تكونُ أن تكون حجّةً
للنور والظّلامِ
يكون فيك آخرُ الكلامِ أوّلَ الكلامِ
والآخرون بعضهم يرى إليك زبدًا
وبعضهم يرى إليك خالقًا.
أجمل ما تكون أن تكون هدفًا
مفترقًا
للصّمتِ والكلامِ .
أول التهجية
 
نقدرُ، الآنَ، أن نتساءلَ كيف التقينا
نقدرُ، الآنَ، أن نَتَهجّى طريقَ الرّجوعْ
ونقولَ: الشواطىءُ مهجورةٌ،
والقلوعْ
خَبَرٌ عن حُطامٍ.
نقدر، الآن، أن ننحني، ونقولَ: انْتَهَيْنا .
قيس
 
كان قيسٌ يقول: اكتسيتُ بليلى
وكسوتُ البَشَرْ
ورأيتُ إليه يُغطّي
وجنتيهِ بنارٍ
ويسامرُ غاباتها ويُطيل السّمَرْ.
ورأيتُ إليه يلمُّ القمَرْ
حُفنةً حفنةً من ضِفافِ السّهَرْ .
أول الكلام
 
ذلك الطّفل الذي كنتُ، أتاني
مرّةً
وجهًا غريبًا.
لم يقل شيئًا. مشينا
وكِلانا يرمقُ الآخرَ في صمتٍ. خُطانا
نَهَرٌ يجري غريبًا.
جمعتْن، باسْمِ هذا الورقِ الضّارب في الرّيح، الأصولُ
وافترقْنا
غابةً تكتبها الأرضُ وترْويها الفصولُ.
أيها الطّفل الذي كنتُ، تَقَدَّمْ
ما الذي يجمعن، الآنَ، وماذا سنقولُ؟!٠

و أخيرا هذه كانت إعادة قراءة لعالم الشاعر أدونيس ، بمثابة أمواج في معالم الشعر الذي ولج من خلاله دائرة الحداثة بعمق فلسفي صوفي عشقي يغرق في محيط كلمات تختصر لنا ثنائية الروح والحياة دائما ٠

الشاعر صالح حباسي

الــــــعـــــلـــــم            ....... إنــــهُ الــعِـلـمُ وربــــي خـالِـقُ الـكَونِ و يَـعلم وَبِــكُـن كـــانَ عَـظـيما رائِـــعُ الـش...