lundi 1 septembre 2025

ولادة من رحم الإعصار 
 بقلم: جبران العشملي

✦══════════✦✦══════════✦

لا أجد نفسي في مياهٍ ناعسة...
فالسكونُ يطفئ شغفَ الاكتشاف،
والمرافئُ الوادعةُ لا تلدُ سؤالًا.
إنني وُلدتُ من صرخةِ ريح،
ونفَسي الأوّلُ كان زبدًا متكسّرًا
على صخورِ الغياب.

❖ كلُّ موجةٍ تهوي عليَّ كوصيّة: اصمد.
❖ كلُّ إعصارٍ يزأرُ كأنّه يختبرُ عظمَ روحي.
لكنني أعلم أنّ في جوفِ كلِّ هيجانٍ لؤلؤة،
وفي رحمِ كلِّ عاصفةٍ بذرةَ معنى تنتظرُ أن تُكتشف.

المياهُ الهادئةُ لا تنحتُ مَلّاحًا،
والأعماقُ المظلمةُ وحدَها تُنضجُ التجربة...
هناك، حيث يذوبُ الملحُ في الجرح،
وتصيرُ العتمةُ مرآةً للذات.

وحينَ يهمسُ قلبي بالعودةِ إلى الأمان،
يدفعني صوتٌ خفيٌّ نحو المجهول:
✧ لا اكتمالَ بلا خطر، ولا معرفةَ بلا عبورٍ في العتمة. ✧
لستُ أبحرُ هربًا، بل بحثًا.
لستُ أهربُ من الحياة، بل أتوغّلُ في أحشائها.

سأبحرُ ولو خانتني البوصلة،
ولو تكسّرت المجاديف.
فالهزيمةُ التي تُعلّم، أصدقُ من راحةٍ تُخدّر.
والضياعُ الذي يكشف، أنقى من طريقٍ مستقيمٍ لا يحملُ سؤالًا.

وإن عدتُ، فلن أعودَ كما كنت.
ربما أعودُ محمّلًا باللؤلؤ،
وربما بلا شيء...
إلّا أنّني سأعودُ بذاتٍ جديدة،
ذاتٍ كُتبت بالعاصفة.

✦ فالعاصفةُ لا تتركني كما أنا...
إنها تكتبني من جديد، بحبرٍ من ملحٍ ونور. ✦

✦══════════✦✦══════════✦

فضلات النهار // قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي

فضلات النهار تمثّل فضلات النهار طقسًا شعريًا يتحوّل فيه الهامش إلى مركز. الباب، المطر، الأريكة، البجعات، الشيطان… ليست مجرّد صور، بل إشارات ...