*********************
سَأُحدّثُ الأحبابَ عن شوقِ السنينْ
عن شامِنا، عزّها، والطيّبينْ
عن ذكرياتٍ في الضّلوعِ تناثرتْ
كالعطرِ في دربِ الغيابِ المستكينْ
عن ياسمينٍ في الدروبِ تألّقَتْ
من نبضِنا، مضت تُحيّي العاشقينْ
عن بسمةٍ كانت تلوّن وقتنا
في بيتنا، وضحكة الحلمِ الدفينْ
عن "بحرةٍ" طوينا فيها ظلّنا
وحلمنا بالضوء الطري وبالحنينْ
عن رفقةٍ كانت نقاءً صادقًا
تمحو الأسى من خاطر المتألمينْ
ما نسيتُ الشامَ، أبوابها، المدى
باب السلامِ، وموطن العزّ الدفينْ
والجامع الأموي في أرجائهِ
نور الخشوعِ وروعة الصوت الحزينْ
والقِيمريةُ – يا صفاءَ صباحها –
ترنو القلوبُ إلى المدى الهادين
والصالحيةُ، شارعٌ في صمتهِ
يحكي الهوى للعابرين الساهرينْ
والشعلانُ والميدانُ في نسماتهِ
فيه الكرامة والبشاشة للعيونْ
والرَّبوة الخضراءُ تنثرُ سحرها
والماء يسري كالدعاءِ على الجبينْ
والزبداني إن تبسّم وردهُ
نام الزمانُ، وشاخت الساعات دونْ
وقاسيون إذا اعتلى، فلأنهُ
يحكي حنين العاشقين المخلصينْ
والغوطة الخضراء تبقى جنّةً
نصلي فيها، والمنى بقلوبنا دينْ
والمدرسة، لو غاب صوت صفوفها
تبقى لنا نبع الفتوة واليقينْ
ذكراكِ يا شامُ الهوى محفورةٌ
في كل نبض، في حنايا العاشقينْ
قالوا ستشرق من جديد شامنا
وترى صبحًا صادقًا للمقبلينْ
يا شام، يا وطن القلوب، ستبقينَ
الحب، ما عشنا، ومات الحاقدينْ
----------------------