يا امرأةً...
تتدلّى من الليل كقصيدةٍ لا يجرؤ الشاعر على ختمها،
يا أسطورةً تتوشّح بالسواد الجلدي،
وتصعدُ صهوة الحصان كملكةٍ تعلنُ قيام مملكتها.
كم تمنّيتُ أن أكون الريح،
أداعبُ جدائلكِ وهي تتماوج مع اندفاع الفرس،
أو أن أكون السرج الذي يلتصق بجسدكِ،
لأشعرَ بكل نبضةٍ فيكِ،
وأقرأَ رسائل العشق المكتوبة على منحنياتكِ.
تسيرين فوق الزمن بخطى ناعمة،
لكن خلفكِ تنهارُ قلاعُ الغرور،
ويُسقطُ الرجالُ سيوفَ كبريائهم،
حين يطلّ سوادكِ الجلدي ككوكبٍ في فجرٍ ذهبي.
عيناكِ، يا امرأةً تمتطي الحلم،
سيفان من بريقٍ أسود،
يشقّان قلبي نصفين،
ثم يعيدان جمعه بلمسةٍ واحدة،
كأنكِ وحدكِ الخيمياء
التي تحوّل الألم إلى ذهبٍ،
والعطش إلى نهرٍ لا يجف.
كيف أصفكِ؟
أأقولُ فارسَةً من نورٍ غامض؟
أم ساحرةً تهطلُ من الأساطير؟
أم أكتفي بالانحناء أمامكِ،
وأتركَ قلبي ينطق بالجنون؟
أحبكِ...
كما يحب الليلُ غموضه،
وكما تحب النارُ وقودها،
أحبكِ بلا قيدٍ ولا شرط،
أحبكِ كطفلٍ يلهثُ وراء ضحكةٍ من أمّه،
أو كعاشقٍ يبحثُ عن وطنه في حضن امرأة.
أنتِ، بهندامكِ الجلدي الأسود،
أنثى وسماء،
نار ومطر،
ليلٌ يزهرُ في عيون الفجر،
وخطوةٌ تُرعبُ الأرض وتُغنيها في الوقت نفسه.
دعيني أكون ظلّكِ،
أركضُ خلفكِ حيثما ذهبتِ،
دعيني أكون الحرف الذي يسقط من شعركِ،
أو الصهيل الذي يرافقُ خطوات حصانكِ،
أو العشقَ الذي يلبسكِ كالوشم،
لا يزول ولا ينطفئ.
يا امرأةً...
لم يخلق الله أجملَ من صورتكِ،
حين يمتزج الجلد الأسود بجسدكِ،
ويُصبح الحبُّ فارساً
لا يعرف إلا أن ينهزم أمامكِ.
.و في الآخير دمتم في رعاية الله و حفظه -
.الجزائر في : 2015/08/29 -