قِفْ فوقَ أطلالِ الهوى، سترى المُنى
تتوهّجُ، كالرّيحِ تُشعلُ ضياهُ
هاجتْ مسافاتُ الغيابِ عليَّ حتى
أضحى فؤادي لا يرومُ سواهُ
أبصرتُ في الرملِ القديمِ خُطاهمُ
فانفجَّ في صدري حنينٌ صداهُ
أسقتني الذكرى كؤوسَ توقدٍ
فتفجّرَ الماضي وعادَ رؤاهُ
هل كان يعلمُ أنني في غيبهِ
أُحيي جراحًا ما برحنَ دماهُ؟
أو كان يدري أنني أتفتّتُ
في صمتِ نفسي، والهوى أشقاهُ؟
وآلاءُ إن غابتْ ففي نبضي مضتْ
تُشعلْ دموعي كالجمارِ لظاهُ
لا الليلُ يُطفئُ وجدَنا، لا الصبحُ
يدفعْ فؤادي، ولا تزولُ رؤاهُ
قد كان يسكنني، فأصبحَ نازحًا
واليومَ يسكنني… وكم أضناهُ!
فإذا افترقنا، لن تزولَ مواعِدٌ
ما ضاعَ ما بينَ القلوبِ صفاهُ
فالقلبُ لو يستطيعُ حفاظَهُ
لحفظتُ عمري كي يدومَ هواهُ
لكنهُ دربُ الغرامِ، فما بقي
إلا صدى ذكرى يعانقُ رؤاهُ
كأنّ الذكرى تئنُّ في صدري، وتشدّني
نحو خفقاتٍ لم تزلْ تحيا برؤاهُ
هل يستطيعُ الحبُّ بعدَ فراقِنا
أن يستعيدَ لنا الحياةَ؟ وآهُ!؟
صدى الصمت
🚶♂️🚶♂️🚶♂️✍️